2024
Adsense
قصص وروايات

الشريجة إلى بيت عمي

سليمان أولاد ثاني

الشريجة إلى بيت عمي كانت العبارة التي ارددها كل مساء اثنين لأهلي عندما يسألوني الى إين؟؟
كانت الغرفه المتواضعة بما تحتويه الغنية بالروح التي تجلس على زاويتها مفترشة فراش الصوف ( الجاعد ) كان هدية اخرجت من سيارة عادل، كلما ذهبت كنت احاول سحبها منه  ممازحا اياه بأخذها لسيارتي ويسدل قراره الرافض فراقها،  ولم اعلم بان فراش الصوف ( الجاعد ) سوف يفقد صاحبه يوما ما ويتركنا بلا عودة، السبلة والسطح والقنت التحتي جميعها اصبحت جدران خاوية زوايها مظلمة
يا ايتها الروح الطيبة بعد فراقك
كنت مبصرا بالحياة اكثر منا جميعا
كنت مبصر بابتسامتك مداعب بكلامك ومؤقن بتصرفاتك
بلاد بأكملها تحولت عتمة سوداء لانك صمدت رغم المغريات للخروج منها ولم تفعل  وكنت مخلص لها
هناك على طريق المسجد خشخة عصاك وعلى مزارعها كم من المرات تألمت اصابعك وبين طرقاتها ريحة عطرك الياسميني
كل شي يبكيك حتى الشيول الجديد الذي اشتريته انت وهشام ولم تستخدمه هو كذلك يبكيك لانه يعلم بانك به سوف تبدع وتجعل من الارض البور جنة كما تعودناك
ونحن اليوم وغدا والى ان نموت نبكيك
فأنا  لن اردد بعد اليوم عندما يسألوني الى اين فاقول الشريجة إلى بيت عمي
فعمي اليوم ودعنا بكلمة توكلت على الله عندما سالوه جاهز للعملية
ما اجملها من خاتمة وما اصعبه من فراق
هكذا هي يد القدر تغتال منا اجمل ابتسامتنا ولا سبيل لفراقها الا الدعاء
رحم الله روحا كانت ولا زالت تسكننا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights