2024
Adsense
قصص وروايات

حديثي مع أمي

أم فرح البراشدية

كل يوم يشغلني التفكير فيما مضى من تعبكِ وقلقكِ وجرحكِ وحزنكِ وألمكِ!
قلمي
كل يوم يحاول أن يكتب لحظات صعبة مرت بكِ
أنا أكتب أوجاعي يا أمي؛ لعلِّي أخفِّف عن نفسي
وأتذكر..!
بدون إنذار ابتلاك الله بذلك المرض !؟
وكنتِ صبورة في كل شيء؛ حتى الوجع والألم
أحاديثك صارت صامتة باللغة التي كنت تنظرين بها إلينا؛ فيها الخوف والحيرة مما ينتظركِ
لحظات صعبة تقاسمنها معًا ..مواقف كثيرة… مع نفسك… مع الأطباء…   مع جرحك
لكنني يا أماه
أكتب وأمسح!!
تعرفين لماذا يا أماه؟!
حتى لا نترك ذكريات بصورة مختلفة عنكِ
سأظل أحدثهم عنك دائمًا
أنك كنت المرأة القوية المؤمنة بقضاء الله
كنتِ دائمًا الوجه البشوش الذي ينسينا همومنا
كنت الحب الذي يحتوينا
فنشعر بالأمان
كنتِ
كنتِ
كنتِ
كنتِ كلَّ شيء

أتظنين يا أمي أنِّي لم أفهمك!
حين كنتِ تنظرينَ إلينا بعينيكِ الحزينتين..
تتوجعين والألم يسكن جسمك
وتتأملين في جمال ابنتيك
وقلبك موجوع
تودعين بصمت
كعادتك يا أمي
لا تبوحين بحزنك …وتصمتين
لا يفهمك إلا مَنْ تربى بحبك
لا تحسبي أني سأنسى تلك النظرة
حتى آخر أنفاسي
كنتِ تهمسين لنا: أنَّ الموت اختاركِ قبلنا
وسترحلين
فحديثك كان مؤثرًا..عميقًا
فهمنا؛ لكن ادَّعينا أننا لم نفهمك
لعلَّ ما نراه حلمًا وكابوسًا
وعلى غفلة،،، رحلتِ…!!

ابنتك التي ستبقى وافية لكِ..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights