هيثم بن حمد الجهوري
في غيابك..
أيقنتُ أن العين التي تمتلئ بك لن ترى غيرك سواء كنت أم لم تكن
في غيابك..
أيقنتُ أنه لا توجد مسافات ولا أميال وأن الخرائط والحدود وهم فأنت أقربُ إلي ممن يزاحمني مكاني رغم تلك الأرقام في عالم المسافات ورغم البحار والجبال والسياج التي بيننا أنت هُنا…
في غيابك..
كل الأشياء تُنسى الإ التي لمست قلبك
كل الأماكن تُهجَر الإ التي سكنت روحك
كل الأشخاص تتبدل الإ الذي يحبك بصدق
في غيابك..
أيقنتُ أنك روحي هربت مني لتسكنَ جسداً آخر
في غيابك..
انطفىء توهج القلب وضياءهُ فلم يَعد يقراء الكلمات المتعثرة بين الشفاه ولم يعد يحملُ النور الكافي حتى يُنير الكلمات الحبيسة بين الحنايا
في غيابك..
أقف عند إسمك طويلاً
أتاملهُ بشوقٍ كأني أنتظر منه أن يحدثني
في غيابك..
تزاحمت علي مفردات لم أعي معناها وأنت معي
هذا صديق وآخر صاحب وثالث حبيب والقائمةُ تطول
كنت أَختزلُ عالمي في ذاتِكم وجودكم كان قِبلةُ حياتي الذي لامس السماء وعانق النجوم
في غيابك..
تعثر نبضي حتى تاه في طريق الذِّكْريات حتى ما عدتُ أشعر بأي شئٍ سوى بكَ رُغمَ الضجيجُ العارمُ من حولي
في غيابك..
ملأت روحي منك حتى لم يعد مني لروحي موضع ومكان فأنت الغيثُ الذي طالما قلبتُ ناظري في سمائَك كم كانت رائعة مداعبة قطرات غيثك للعيون كم أغمضتها لنشعر بعظيم وجودك كم طهرت أرواااح أثقلها دنس الحياة كم كان همسُ تلك القطرات لحنٌ عذب لم أستطع منع النفس من التأمل في همساتِه وسكونه كيف لتلك البحة أن تخلد في القلب هُنا تَيقنتُ أني كنت أسمعك بقلبي وأنظر إليك منه هُنا فهمت لماذا كلما أَنرتُ سمائي أغمضت عيناي وارخيت لك الروح كأن العالم يتوقف بك ومعك فلم أكن أشعر بغربة، فقط، قهر، خذلان
وما أن تسحب أنفاسك عنا في خيلاء وتعاظم حتى تتهاوى علي بأنيابها لتمزق سكون الروح وتُعيثُ الفسادَ في ذلكم الفُؤاد المكلوم وتكبلُ وتستبدُ على الفكر
في غيابك…
لم يستطع أحداً قراءة البكاء في رسائلي.
