للعطاء أوجه أخرى
منال السيد حسن
يقول أَمين يوسُف غراب: “ويخلق من البشر أناسًا يترسمون خُطىٰ الملائكة فيما يقولون وفيما يعملون وفيما يحبون لأنفسهم ويحبون لغيرهم من الناس”.
بالأمس القريب، ودعنا رجلًا قلما جادت الدبلوماسية بمثله .. كان سهلا لينا طيبا مع الجميع .. رجلًا أحبه الله؛ فزرع حبه في الجميع.
لم ينتظر من أحد شيئا على قدر ما أعطى .. ربما يقول بعضنا إن هذا دوره وواجبه ومسؤوليته؛ لكن على عكس الكثيرين لم يكن عمله ووجوده منوطًا بالدور الذي يؤديه فقط، بل كان موجودا في جميع الأوقات التي يحتاجه فيها أحدهم.. نهارًا أو ليلًا.. في أوقات عمله الرسمية أو خارجها.. وحتى بعد منتصف الليل.
كان نبيلًا في قوله وفعله.. تكاتل عليه الكثيرون في بدايات عمله؛ لاعتقادهم ما اعتقدوه، ولكنه كان نبيلًا دائما في ردود أفعاله تجاه المواقف.. ويبتسم ويتعامل بطيب خلقه دون أن يكنّ في داخل نفسه السوية أية أحقاد تجاه أحد، ولم يبذل جهدا أبدا في إثبات حقيقته.. فعله وما قدمه جعل حقيقته تتجلى وحدها دون أي جهد منه..؛ لأن الجمال دائما يشع من دواخل النفس التي تؤمن بالجمال.
إنه القنصل المصري المستشار جمال بك أبو عميرة، نائب سفير جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان الشقيقة.. الشخص الذي قدم وقته وجهوده أجلّها إلى مصر والمصريين خلال فترة وجوده القصيرة.. وأن كل ما نكتبه ونقوله، وما نكنّه له جميعا من محبة وتقدير ليس تملقا، وإنما إحقاقا للحق.. وتجسيدا لروح الإنسانية التي أنبتت خصالًا سامية ظهرت بوضوح في كل تعاملاته مع جميع أبناء الجالية المصرية بسلطنة عمان وجميع زملائه بالسفارة وسفارات الدول الشقيقة.
وعلى إثر المحبة التي تملكها داخل نفوس الجميع .. قام بتكريمه عدد من الجهات والهيئات أبرزهم سفارة جمهورية مصر العربية وزملاؤه الدبلوماسيون نواب سفراء الدول الشقيقة من العرب والأجانب، وكذلك رجال الدين، ورجال الأعمال من المستثمرين المصريين، والنادي الاجتماعي للجالية المصرية بسلطنة عمان، ورؤساء لجانه وكافة أعضائه، وأيضا مجلس إدارة المدرسة المصرية بسلطنة عمان، وعدد من الزملاء والأصدقاء من خلال احتفالات جميلة، كل هذا يعكس أثر فعله الطيب مع الجميع.