2024
Adsense
مقالات صحفية

فن الطهو والسياحة

محمد علي البدوي

مع زيادة حركة السياحة العالمية والتي صدرت للمشهد حدة المنافسة بين الوجهات السياحية، أصبح للتراث الثقافي غير المادي الفريد دورًا أساسًا في زيادة جذب السياح لوجهات معينة.

وبالنسبة لكثير من الوجهات السياحية يعتبر فن صنع الطعام جزء أساسي من تاريخ وثقافة هذه الوجهات السياحية، بل علامة تجارية للشعب بأكمله.

يمثل فن الطهو فرصة مثالية لتنشيط حركة السياحة وتنويع أنماطها، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وإشراك القطاعات المهنية المختلفة، وجلب إستخدامات جديدة للقطاع، ويساهم في الترويج للعلامة التجارية والحفاظ على التقاليد والتنوع المحلي.

منظمة (CTC) لجنة السياحة والتنافسية العالمية، التابعة للأمم المتحدة تعرّف سياحة فن الطهو كنوع من النشاط السياحي الذي يتميز بتجربة الزائر المرتبطة بالطعام والمنتجات والأنشطة ذات الصلة أثناء السفر، إلى جانب تجارب الطهي الأصيلة والمبتكرة.

وقد تتضمن سياحة فن الطهي أنشطة أخرى؛ مثل زيارة المنتجين المحليين، والمشاركة في مهرجانات الطعام، وحضور دروس الطبخ.

وتحظي سياحة فن الطهو بأهمية قصوي، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة وبعض دول آسيا، بينما في منطقتنا ما زال الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهود رغم توفر الموارد والإرث الثقافي المتنوع، إلا أن واقع الأمر ليس ما نتمناه، وقد قدرت منظمة السياحة العالمية عوائد سياحة فن الطهو بمليارات الدولارات، إضافة إلى العوائد الأخرى الثقافية والاجتماعية.

كل شيء في عالمنا الحديث قائم على التسويق، وبمزيد منه قد نجد ظهورًا لهذا النمط السياحي الفريد في كل بلادنا العربية، فهناك دول أفريقية أقل دخلًا ولكنها استطاعت أن تفرض نفسها كأحد وجهات سياحة فن الطهو، وأصبح يتم التسويق لها على هذا النحو.

أخيرًا، يرتبط بسياحة فن الطهو سياحة المشروبات بكافة أنواعها، وينتشر بكثرة في الغرب وآسيا، وهو وثيق الصلة بتناول الكحوليات؛ حيث توجد مهرجانات سنوية لتناول الكحوليات، كذلك يتم تنظيم زيارات لمصانع الكحوليات خاصة القديمة منها، وأعتقد أن هذا النمط لن يجد له سوقًا في بلادنا العربية نظرًا لتعارضه مع قيمنا وديننا.
حفظ الله شعوبنا العربية

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights