حبر المساء
سالم بن محمد بن المعشري
أتكي على تلك الأيام حتى يحين موعد ذلك الخريف، وألبس ثياب السعادة بين طرقات المساء، سأبلل أوراقي بكتابات دون أن أشعر أني في كامل وعيي, أبللها بذلك الحبر, حبر المساء الذي تعودت أن أبحر معه في كل مساء, المساء طويل وأنا والخريف نتكي على تلك الأيام, نكون خريف جديدًا, خريف من العمر كي يبدأ المساء فنجعلها ليلة مضئية بالنجوم، والقمر يكون الوسط بيننا.
تبدأ أوراق الخريف تنثر أوراقها دون أن أرى أي شيء سوى ذلك العمر يقف أمامي بلا مقدمات.
خريف العمر لم يبقى كما هو، بل يتغير كل عام مع أني أترقبه بكل لهفة على أن يبقى كما كان.
ما زلت مع أيامي أخطو كل ليلة إلى عالم الأوراق؛ كي أبني سطورًا دون أن أشعر أني أغوص في أعماق التفكير على أمل أحد أفكاري يقضني من ذلك العالم الذي أصبح يجري وراءي وأنا في كل يوم أفتح ورقة, ورقة من المساء أتلاطف معها من حين إلى آخر.