القصص والروايات

أين هند؟ الجزء الثاني والأخير

وداد بنت عبدالله الجابرية

أنا هند، فقد أخبرتكم عن عائلتي التي قتلها الإحتلال دون رحمة، إلى هنا أوشكت على كتابة النهاية، وهي نهاية مفارقتي للحياة، فقبل أن أحتضر سأكتب لكم من هم الإحتلال أو الصهاينة؛ هم قوم بلا رحمة تسفك الدماء، لا تفرق بين الأعمار، كل ما تهتم لأمرة هو أن تهدر دماء الأبرياء، وأن تتخذ منهم لعبة للتسلية، يرفعون أسلحتهم في وجوهنا وكأنهم يخوفونا من الموت، ولا يعلمون بأنا نخاف فقط من رب العالمين؛ فالموت مصير كل منا، حتى هم كذلك، وكل أفعالهم ستعرض يوم القيامة وهنا سيقولون يا ليتنا لم نفعل، وسيساقون للجحيم، أما نحن الشهداء فالله أرحم بنا.

هل أخبرتكم عن الأبرياء الذين تم ذبحهم؟، فأنهم يصلون للمليون، وذلك المليون نشر رائحة المسك في فلسطين. لقد تذكرت.. هل نظرتم إلى المنشورات التي يتم تصويرها كل يوم؟! ،هل نظرتم إلى من يضحي بحياته من أجل إنقاذ المصاب؟! أما نظرتم إلى نظرات الوداع والجثث أمام أعين الأهالي؟! ولكي لا أنسى سأخبركم عن ذلك القناص اللئيم الذي قنص الأم وطفلها.

هل سأكمل لكم عن حياتنا التي كانت في نعيم والآن أصبحت في دمار؟!، ألا يذكركم هذا بقصص من القرآن؟ قصة أصحاب الجنة، وسد سبأ؛ فكانت حياتهم في نعيم لتنقلب إلى جحيم، لا أعلم أن أطلت الكلام، ولكن أن بقت هناك رحمة في قلوبكم أغيثونا بدعاء، وادعوا للعدو بالهلاك، هنا ستنتهي الكلمات وستنتهي حياتي، وإلى لقاء ربي راحلة.

لا تبحثوا عن هند، فإن هند قد فارقت الحياة مع عائلتها التي استشهدت.

انتهت قصتي وقصة كل فلسطيني، ولم يتبقى لنا سوى الأثر الجميل؛ لتكون عبرة لكم أيها المؤمنون.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights