2024
Adsense
قصص وروايات

خليها على الله

أمل مصطفى

ليس هناك شيئٌ يجعل الحلم مستحيلاً سوى التردد والخوف.
يقول الشاعر فاروق جويدة:
“لماذا نُفكر دائماً في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها؟ هل لأننا شُعوب تعشق أحزانها؟ أم لأننا من كثرة ما أعتدنا على الخوف أصبحنا نخاف على كل شيء، ومن أيّ شيء؟ حتى أوقات سعادتنا نخشى عليها من النهاية”.
إن مشاعر الخوف فطرة طبيعية، وصِفةٌ من صفات الإنسان، وهبها له الخالق عز وجلّ.
فنحن نخاف دائماً من المجهول وما يحمله لنا المستقبل، وكذلك الخوف على الأهل والأحباب أن يصيبهم أَذىً، وذلك حُباً بهم وشعوراً بالمسؤولية تجاههم.
وكذلك الخوف من الموت، إن الإنسان مفطور على حبّ البقاء، وما أغوى الشيطان آدم إلا لفطرة حبّ البقاء التي أوجدها الله تعالى لدى آدم، فأغراه بالأكل من الشجرة لأجل الخلود.
كثيرة هي أسباب الخوف التي نلاقيها ونواجهها.
إذاً: لا توجد مشكلة في الشعور بالخوف، وإنما تكمن المشكلة في التصرفات التي تنتج من الشعور بالخوف الزائد على الروح أو الرزق أو الأهل.
فكلما زاد الخوف زاد التردد والتملّق والنفاق والكذب، أو القبول بالذلّ والقهر لإرضاء هذا أو ذاك ظناً من أن بيدهم الرزق وهُم عبادٌ لله، لاحول لهم ولا قوة والله سبحانه هو الرزاق.
فعلاج الخوف ليس بإلغائه وإنما بمقاومة ومنع التصرفات الخاطئة المترتبه عليه.
هل مِنّا من يعلم الغيب؟
لا أحد منا يعلم ما في الغيب لأنه مجهول، غير مُدرَك، لا يمكن لنا الاطلاع عليه.
و الحقيقة الواضحة أن كل شيء يتغير ولا يدوم إلا الله سبحانه.
اليقين أن لا أحد يملك رزقك إلا واهب الأرزاق ولتسعى إلى رزقك عزيزًا غير متملق أو منافق لأحد.
خذ دائماً بالأسباب، اِسعَ لتطوير نفسك واجتهد واطلب البركة من الله دائماً في المال والأهل والولد وبالتوفيق، مفوضاً الأمر كله لله وتوكل عليه بقلب نقيّ مطمئن لرحمته وحسن الظن به.
فمهما صعبت الحياه فإن الله قد مدّك بطاقة تجعلك تتغلب على كل ما تمرّ به {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}خليها على الله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights