تنفيذ أسلوب ري حديث لفلجي المبعوث والمفجور بولاية عبري
عبري – النبأ
صلاح بن سعيد المعلم العبري:
يعتبر فلجي المبعوث والمفجور بولاية عبري من أشهر وأعرق الأفلاج في سلطنة عُمان ، وكانا من أغزر الأفلاج ، ولكن مع مرور الوقت بدأت نسبة المياه في الفلجين بالانخفاض بسبب قلة الأمطار وكثرة الاستنزاف للمياه .
و أوضح الدكتور عبدالله بن حمد الشرع الجساسي وكيل فلجي المبعوث و المفجور بولاية عبري بمحافظة الظاهرة بأن الجهات المختصة المتمثلة في موارد المياه قامت سابقاً بحفر بئري مياه مساعدة لكل فلج حتى جفت الآبار، وقامت الجهات المعنية بحفر أبار أخرى ولكن بسبب شح المياه الجوفية كانت كمية المياه قليلة ولا تكفي لري جميع المزارع لاسيما وأن كثيراً من المزارع تقع بعيداً عن منبع الفلج مما أدى إلى اندثار المزارع المستفيدة من مياه الفلجين وانحسار رقعة الأراضي الخضراء.
وأشار الجساسي أنه بجهود المعنيين والأهالي في الولاية تمكنوا من الخروج بحل عن طريق مشروع التحول من الطريقة التقليدية للري عن طريق الأفلاج إلى مد أنابيب بطول سواقي الفلج الأمر الذي سيحول من استنزاف المياه التي كانت تهدر بطريقة الري التقليدية، موضحاً أن الفكرة تتلخص في توفير خزانات للمياه تصب فيها مياه الأبار المخصصة لرفد الفلج، حيث تم عمل خزان مياه بسعة 140 ألف جالون لتغذية فلج المبعوث وخزان أخر بسعة 190 ألف جالون لتغذية فلج المفجور ويتم بعدها سحب المياه المتجمعة من الخزانات عن طريق الأنابيب الرئيسية الممدودة بطول سواقي الفلجين ومن ثم يتم الري بالطرق الحديثة لجميع المزارع والذي يعتبر شرطاً لمن يريد الاستفادة من مياه الفلج لتعم الفائدة على جميع المزارعين.
وأوضح الجساسي أن المشروع الذي وصلت تكلفته لأكثر من 150 ألف ريال عماني بجهود الأهالي قد أعاد الحياة لأكثر من 250 قطعة زراعية، مضيفاً أنهم تمكنوا أيضاً من زراعة وري بعض الأراضي التي كانت تقع أماكن مرتفعة عن الفلج حيث لم يكن باستطاعة مياه الفلج الصعود لتلك الأماكن، أما الأن وبسبب استخدام المضخات الكهربائية للري أصبح بالإمكان استغلال الأماكن المرتفعة فالمنطقة مما أعاد الحياة وتوسع رقعة الأراضي الخضراء من جديد لتدب الحياة فيها من جديد ويعود الأهالي لمزاولة أنشطتهم الزراعية وليعم الخير على الجميع.
وأشار الجساسي بأنه تم تطبيق المشروع أولاً على فلج المبعوث وقد حققت نجاحاً كبيراً ليتم بعدها مخاطبة الأهالي المستفيدين من فلج المفجور لتطبيق نفس الفكرة التي أتت ثمارها في وقتٍ قصير، مؤكداً على أن هذه المشروع أدى إلى ترشيد استخدام المياه بشكل كبير حيث أن خزان المياه يكفي للري مدة 16 ساعة متواصلة من دون تغذية من الأبار الجوفية.
وأوضح بأن فكرة الري هذه مكنتهم من التحكم بتوقيت الري حيث تبدأ فترة الري من الساعة السادسة صباحاً حتى الحادية عشر مساءً ومن ثم يتم إيقاف العمل والمضخات على عكس طريقة الري التقليدية بالأفلاج حيث لم يكن بالإمكان التحكم بعامل الوقت حيث كان لابد من الري في جميع الأوقات دون توقف، الأمر الذي يعد مرهقاً للمزارعين مما يؤدي إلى هدر كمياتٍ كبيرة من المياه دون الاستفادة منها.
وأضاف الجساسي أنه أصبح بالإمكان إيقاف عملية الري في الأعياد والمناسبات وفترة الأنواء المناخية مما يسهم في راحة المزارعين وسلامتهم وتوفير كميات من المياه أيضاً.