كفى نكداً
أحمد بن موسى البلوشي
التوقّع: هو التكهّن بحصول أمور في المستقبل، أو الإدلاء بأحداث يُنتظر حصولها.
ونسمع كثيراً عن أشخاص في هذا العالم يتوقعون حدوث أحداث في المستقبل، بعضها إيجابي، والأغلب منها سلبي.
وهناك فئة من الناس تؤمن بهذه التوقعات، وبعضها الآخر لا يصدّقها، وأغلب هذه التوقعات لا تقوم على الخبرة، أو المعرفة العلمية؛ بل هي مجرد تخيّلات يتوقعها الشخص ويتحدث عنها.
والكثير منّا يتساءل عن السبب وراء هذا التوقّعات:
– سيكون العام القادم سيئاً.
– ستكون الحياة صعبة.
– لن يستطيع بعضنا أنْ يتعايش مع الظروف الاقتصادية القادمة.
الأمر السيئ في الموضوع هو عندما يُدلي شخص من الوطن بتوقعات مماثلة مليئة بالسلبية والتشاؤم، ويتوقع حدوثها في العام المقبل، هنا أوجّه الأسئلة التالية لهذه النوعية من الناس:
– ما الأمر الذي يدفعك لهذا؟
-على أيّ أساس منطقي، وعلمي تُبنى هذه التوقعات؟
-أليس من الأجدر أنْ ترفق دراسات علمية وتحليلات منطقية لهذه التوقعات؟ أم أنّها مجرد غوغاء؛ لإثارة رعب المواطنين؟ أم أنّ الحدْس الخفيّ لديك يخبرك بهذا؟ ألسنا أحسن حالاً من غيرنا؟
والأمر الجميل في الموضوع هو أنّ أغلب الدراسات أثبتت أنّ هؤلاء الأشخاص غير محقّين دومًا بما سوف يحدث بالمستقبل، فقط مجرد تخيّلات، وتوقعات يسعون من خلالها لتحقيق مآرب وأهدافٍ خاصّة بهم.
وهناك نقطة في غاية الأهمية لهذه الفئة من أصحاب التوقعات السلبية، وهي أنّ هذه التوقعات تسبب تعاسة الكثيرين من الناس؛ لأنّهم يؤمنون بها، وينتظرون حدوثها، ويتعايشون معها، وكأنّها واقع حقيقي، وإن كانوا يتوقعون تحقيق السعادة والرخاء في المستقبل؛ تجد أنّ هذه التوقعات تعمل على تغيير هذا الواقع الجميل المتوقّع لواقع مريرٍ وسيئ.
يقول راجي الراعي:
“أكبر القتلة قاتل الأمل”.
أليس من الأجدر بهم تشجيع الناس، وبثّ روح الطمأنينة والأمل في نفوسهم، ورسم صورة جميلة لِما سيحدث في الأيام المُقْبِلة مما يمثل لهم دافعاً نحو الإيجابية، والانطلاق لما هو آتٍ بفرح وسعادة؟
ويجب على المرء أن يُدرك أنّ مستقبله يصنعه بنفسه، وليس من خلال الآخرين، وتوقعاتهم.
فكلّ واحد منّا يعرف تفاصيل حياته، ومجرياتها المختلفة، يعرف ما يصلح له، وما يضرّه.
فالإنسان لا يعيش حياة غيره من البشر؛ بل يعيش حياته حسب ما يخطط لها، والظروف المحيطة به. فتوقّع دائماً توقعات إيجابية لحياتك؛ لأنّ التوقع الإيجابي يساعد كثيراً على العمل بجدّ ونشاط، ويُحَسّن من الصحة الشخصية والنفسية.
واربط حياتك دائماً بالإيجابية، وابتعد عن السلبية التي تؤثر في حياتك، وفي مستقبلك، وفي المحيطين بك. فالمستقبل أنتَ من تصنعه لنفسك، وليس الآخرون.
ولهذا سنوجّه رسالة للجميع:
– ابتعد عن كل ما يزعجك، وتخلص من كلّ شخص سلبي تعرفه، وعش حياتك في تفاؤلٍ، وكُنْ على يقين بأنّ الله سبحانه وتعالى هو مدبّر الأمور ومسيرها.