بذورُ أملٍ في صفحات جديدة
د. محمد عزيز عبد المقصود
أستاذ لغويات مساعد بكلية اللغة العربية
جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية ماليزيا
الإيميل /mohamedaziz@unishams.edu.my
mohammadaziz1974@yahoo.com
بذور عام مضى قد بذرناها خلال صفحاته، وأثمرت ما أثمرته، وجنينا الكثير من أفراح وأتراح، وكم من أمنيات تمناها كل منا تحقق بعضها، ولم يتحقق الآخر، وجُدّدت أمنيات أخرى غيرها، وما زلنا نسعى نحو تحقيقها.
وها نحن نبذر بذور عام جديد، وكلنا أمل وإرادة في أن تثمر خيرا، ونستمر في النشاط والعمل؛ كي نحقق ما نصبو إليه، ونحمد الله تعالى أن وفقنا لتحقيق ما حققناه خلال عام مضى، وقد أغلقت صفحاته، وفي أعماقنا إيمان وعزيمة نحو تحقيق أهداف ننشدها خلال عام جديد، فلا نتوقف أبدا عن الأحلام التي ستصبح حقيقة وواقعا ملموسا يوما ما، فالإحساس بتحقيق النجاح في شيء ما يكون دافعا نحو تحقيق غيره، ويعطي حافزا نحو نبذ المخاوف التي تقابلنا في حياتنا، والتحلي بأخلاق ذوي الهمم العالية الأقوياء الذين يرمون وراءهم الأفكار الهدّامة المثبطة، وينطلقون نحو بناء أنفسهم بلا خوف من خلال العمل، وتحقيق الإنجازات، فهل استشعرنا هذه الأحاسيس، وأدركنا تلك المعاني، ونحن في بداية عام نبذر فيه بذورا؛ كي تثمر خيرا؟
وليكن كل منا بذرة نافعة يافعة في صفحة جديدة لعام جديد يحمل ما يحمله لنا من مستقبل مشرق إن شاء الله، وفي أيدينا مشاعل تضيء لنا سبلنا خلال هذا العام، وليكن عامنا مختلفا عن أعوامنا السابقة، ولنكن كذلك، فهناك مهمات كثيرة تنتظرنا، فشواطئ عامنا الجديد تتطلب منا أن نعد العدة لاستنشاق نسمات الصبا التي تبعث في النفوس راحة وطمأنينة، ونحن نقف على أعتاب صفحاته؛ لننطلق من خلالها نحو تحقيق أهدافنا متيقّنين من أنه عام سيُسهم في نهضتنا وبناء حضارتنا، وتحقيق أمننا وسلامنا إن شاء الله.
لنكن سبّاحين ماهرين في التعامل مع أحداث عام جديد، نستفيد من إنجازات عام مضى، وننطلق منها إلى تحقيق إنجازات أكثر في عامنا الحالي بهمة عالية، وإرادة قوية، وعزيمة أبية، وسوف تقابلنا – بلا شك – بعض العقبات والتحديات الكثيرة، لكن تعاملنا معها سيكون مختلفا؛ لأن تفكيرنا قد تغير نحو الأفضل، وأدركنا من خلال مراجعات كثيرة لقضايا متنوعة تعاملنا معها في الماضي كيف كنا، وكيف سنكون؟ فليس عيبا أن نقول: أخطأنا، وجانبنا الصواب، لكننا تعلمنا؛ ومن ثمَّ سيتحسّن أداؤنا من خلال وضع استراتيجية هادفة نحو الارتقاء بأنفسنا وبغيرنا، وتهيئة الأرض الخصبة لبذر بذور عام مشرق يعود نفعها على الجميع؛ كي يكون لكل منا أثر في صفحات جديدة، فاختر لنفسك صفحات بيضاء، انقش فيها ما تريده في عامك الجديد؛ كي تشرق شمسك تضيء للآخرين صفحاتهم.
وليكن عامنا الجديد مختلفا عن أعوام مضت بما نحمله من مشاعر وتقدير ومساعدة للآخرين، ففي أعماق كل منا جوانب مضيئة هي التي تعطي قيمة لحياة كل منا، فلنبحث عن هذه المكنونات التي أودعها الله تعالى إيانا؛ فنكشفها، وننطلق من خلالها في ثوب جديد، وكلنا إيمان بأن في حياتنا بذورا للأمل ستشرق في صفحات جديدة.