يوم اللغة العربية العالمي
بقلم.نصراء بنت محمد الغماري
درة الحياة
اللغات هي أساس في انتشار الثقافة والوعي والعلم والمعرفة لدى الشعوب، وما اللغة العربية إلا واحدة من اللغات التي صار لها حضور مهم في مسيرة الحضارات الإنسانية، وهذا الحضور مؤثر وبالغ الأهمية عبر الأزمنة، ليس من الناحية التأثيرية فقط، بل والناحية التغييرية في مجالات العلوم والمعارف المختلفة والآداب المتعددة.
إنَّ جعل يوم عالمي للغة العربية هو اعتراف صريح بهذا الدور التاريخي الذي ما زالت تضطلع به، وهذا ما يجعل مسؤوليتنا تجاهها كبيرة ومهمة، كل من موقعه ودوره الذي يقوم به.
إننا ندرك جميعًا أن اللغة العربية ليست مجرد مادة نأخذها في المراحل الدراسية، ولا هي أداة للتعبير فقط، وليست مجرد إشارة إلى تمايز مجموعة بشرية عن أخرى، بل هي أكبر من ذلك، فهي الهوية والتاريخ والحضور المستدام والمتجدد في البيئة الحضارية المعاصرة، وهي صوتنا في المستقبل الآتي مع الأجيال التي تحمل مسؤولية الاستمرارية التفاعلية في كل مفاصل التاريخ.
نحن نؤمن أن اللغة العربية بكونها لغة القرآن الكريم، وأساس الكتابة العلمية والأدبية، ومنهل الأجيال في التجديد الذي يعبّر عن كل مرحلة زمنية، ومن أجل هذا فهي لغة عالمية ذات أصول عميقة وتأصيل لكل ما هو متحقق وقابل للتحقق، ونحن نعي وندرك ما يعنيه ذلك.
في يوم لغتنا العربية، في يوم حضورها العالمي الفاعل، وفي يوم تجليها الباهي والباهر في مختلف محافل الكون، يسعدنا أن نكون جزءًا من هذا الفرح المتجلي بكل فخر واعتزاز.