وداع بقناع أبيض
سالم بن محمد بن راشد المعشري
أي وداع الذي يجري في عروقي أنا وظلي المملوء بألوان سوادء تبتلعه أرض بها بحر من الأحزان, أحزان الوداع الذي بات يراودني حتى وأنا أحث خطاي, سأحرق جميع أفكاري حتى تصير رماداً، سأجعل ليلتي بيضاء حتى يتغنى بها القمر, ستشاركه النجوم وأنا سأقلع قناعي قناع الظلام الذي بت لا أطيقه كأنه كابوس دمر حياتي, صفحات ذلك القناع مملوءه بالدموع ؛ دموع متجمدة على تلك الأيام.
سأحلم بزهور تنثر على جسدي، سأتخيل نفسي سفينة تبحر على ذلك البحر أي بحر, بحر الأحزان مجدافي الأمل, سأكتب ذكرياتي على شاطئ القلب لن أتحمل الصبر في جزيرة تسودها أحزان, أحزان تبتلعني .
سأحلم بمدينة سأكون أنا فارسها، أي مدينة، مدينة الفرح والسعادة, سأتحول إلى فرح ينتشر في كل أنحاء المدينة سأعمل ضجة كي تدق لي الطبول, طبول النصر, سأرسم على نفسي حكاية ، حكاية زمان أخذتها دموع الوداع .
لن أترك أثر على زمني، سأبلل أثري بدموعي كي لا أعود إلى حكاية أحلام تدخل في صدري وتؤلمني أو تجرحني سأشطب على جميع مذكراتي حتي تطير، تطير من مستودع ذكرياتي .
سأتحول إلى صحراء، صحراء قاحلة كي تجف الدموع دموع الوداع .
أكسر كل شي يقف أمامى حتى ذلك الألم سأبتلعه في صدري لن يقاوم سيبقى أسير كل الليالي، لن أشتاق له مرة ثانية, ألبس قناع آخرهذه المره قناع أبيض, ينور في تلك الساحة ساحة الابتسامات.