شهر المكرمات
طالب المقبالي
muqbali@gmail.com
عندما يهل علينا شهر نوفمبر المجيد كعمانيين، فإن البلاد بأسرها تستبشر بقدومه كهلال شهر رمضان الفضيل، أو كهلال عيد الفطر المبارك، أو كهلال شهر ذي الحجة، فهذه الأشهر تدخل البهجة في نفوسنا كمسلمين قاطبة، وأما نوفمبر فهو عند العمانيين بشير فرح وابتهاج.
فالعمانيون شيباً وشباباً يبتهجون بمقدمه، ويستبشرون بعطاياه السخية، ففيه المكرمات تنهال على الوطن والمواطن، وفيه ذكرى مولد مؤسس نهضة عُمان الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.
وما إن أوشكت على الإنتهاء من كتابة هذا المقال إلا وتأتي البشائر بالأوامر السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه بترقية الموظفين الحكوميين التابعين لنظام الخدمة المدنية والأنظمة المدنية الأخرى للمستحقين من أقدمية عام ۲۰۱۱م اعتبارا من العام القادم ۲۰۲۲م ، كما وجه أعزه الله بتثبيت أسعار وقود المركبات وفقاً لمعدل شهر أكتوبر الماضي ۲۰۲۱م كحد أعلى، وبحيث تتحمل الحكومة الفروقات الناتجة عن أي زيادة تطرأ في أسعار النفط وذلك حتى نهاية عام 2022 م ،
كما وجه جلالته بإنشاء وحدة مستقلة تتبع جلالة السلطان لقياس أداء المؤسسات الحكومية وضمان استمرارية تقييمها واقتراح آليات رفع كفاءتها، مع قياس جودة الخدمات ورضا المستفيدين منها.
كما وجه جلالته أيضاً بإلغاء حزمة من الرسوم المرتبطة بأنشطة بعض القطاعات ، وكذلك تخفيض عدد منها.
كما وجه جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه بإنشاء وحدة لدعم واتخاذ القرار تتبع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وذلك بهدف رفع مستوى الأداء من خلال تعزيز كفاءة صنع القرار.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه .
خمسون عاماً والعمانيون يحتفلون في كل يوم نوفمبري ولقبوه بنوفمبر المجيد، وهذا اللقب ليس حكراً على الثامن عشر من نوفمبر المجيد، وإنما لجميع أيامه، منذ اليوم الأول وحتى اليوم الثلاثين منه.
ونوفمبر لهذا العام هو نوفمبر الثاني الذي يحتفل به العمانيون بعد رحيل أعز الرجال وأنقاهم، كما جاء في النطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله في الخطاب التاريخي السامي يوم توليه مقاليد الحكم في البلاد.
فقد تولى جلالته حفظه الله قيادة هذا الوطن ماضياً على نفس الخطى، ووفق رؤية حديثة متجددة تسير على نهج رؤية عُمان 2040 الذي كان يشرف عليها جلالته قبل توليه مقاليد الحكم في البلاد، وهي الخطة التي بدأت مسيرتها منذ العام المنصرم، وهي تواصل المسير في مرئياتها واضحة المعالم، والخطى الثابتة الرزينة، وجلالته حفظه الله مطّلع على تفاصيل تلك الخطة منذ أن كانت في المهد.
فعمان تفخر برجالها الأوفياء المخلصين الذين يحملون مشاعل الأمل والرقي، والاستمرار في بناء هذا الوطن.
ويستمر نوفمبر وتحديداً الثامن عشر منه كيوم وطني لعمان بتوجيهات سامية من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم الذي أسدى توجيهاته باستمرار احتفالات البلاد بأعيادها الوطنية في الثامن عشر من نوفمبر، الذي يعتبر مولداً لنهضة عمان الحديثة، وعرفاناً ووفاء للسلطان الخالد في قلب كل عماني.
فعمان ماضية بثبات بإذن الله ما دام الخلف هو خير خلف لخير سلف، ومن ذات الدم والروح.
فمنذ اليوم الأول من شهر نوفمبر بدأت الطرقات والمرافق والحكومية والأهلية تكتسي بحلة العيد بألوانه الثلاثة، الأحمر والأبيض والأخضر التي تمثل علم السلطنة.
كما بدأت المكتبات والمحلات توفير الأعلام والأوشحة التي تحمل صورتي جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وصورة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله، فصورة السلطان قابوس الخالد في نفوس الشعب حاضرة في كل مكان وفي كل مناسبة، فقد وجه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله وأدام عزه بأن تتزين مكاتب الدولة بصورة جلالة السلطان قابوس إلى جانب صورة جلالته حفظه الله؛ وذلك عرفاناً وتقديراً ووفاءً لجلالته طيب الله ثراه، ولو تمعنا في هذا الأمر لوجدنا أن صورة جلالة السلطان قابوس رحمه الله تبوأت مكانها في الجهة اليمنى مما يدل على مكانة السلطان قابوس لدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله، وهذه المكانة جديرة بالتقدير والاحترام.
فالأيام تكشف لنا روعة وحكمة اختيار السلطان قابوس طيب الله ثراه لخليفته على حمل راية عُمان بكل تجلياتها وتفاصيلها الدقيقة التي قد تغيب عن كثير من الناس.
حفظ الله عُمان، وحفظ سلطانها وقائد مسيرتها المتجددة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أيده الله ورعاه.