نوفمبر المجيد واسطة العقد بين عهد زاخر وعهد متجدد
خليفة بن سليمان المياحي
يأتي شهر نوفمبر هذا العام، والعام الذي قبله بين عهدين، عهد زاخر بالأمجاد، وباقٍ في القلوب، تمثّل في ميلادِ باني نهضة عمان السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- وعهد زاهر بالمنجزات يقود دفته، ويعتلي عرشه مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي جعل يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام هو العيد الوطني لوطننا الغالي عمان ( كما كان في العهد السابق ) ليكونَ هذا العام هو العيد الحادي والخمسون، وإنّه والله يوم خالد في ذاكرة كل عماني.
لقد حرص صاحب الجلالة السلطان هيثم -حفظه الله- أن يمتد احتفالنا بهذا اليوم في نفس التاريخ ليخلّد بذلك ذكرى مولد السلطان الراحل قابوس، وليتجدد فيه الولاء للعهد المتجدد بقيادة مولاي السلطان/ هيثم بن طارق – حفظه الله – وإن من يمعن النظر يجد في شخصِ السلطان صفة المروءةِ المتناهية، والاعتراف بالفضل لمن سبقه، وهذه من الخصال الحميدة التي تبقي أثراً جميلاً في النفس، إذ أنه ترسّم خُطاه، وسار على نهجهِ، فواصل مشوار البناء والعمل، حيث بدأ فيه مع آخر يوم انتهى فيه عهد السلطان قابوس – طيب الله ثراه.
وأنني كمواطن أشعرُ بالعزة والفخر أن يمتدّ بي العمر لأشهد العهدين، عهد مضى بتاريخٍ زاخر بالمجدِ والسؤدد، وعهد متجدد يعمّ فيه الخير أرجاء البلاد.
لقد تعرضت السلطنة مع بداية العهد إلى ظروف صعبة، وعانت فيه الكثير، ولكن بفضل حكمة ودراية القائد الملهم استطاعت أن تعبر إلى برّ الأمان، وترسو إلى مواطن الاطمئنان؛ ليستمر نهج السلطان هيثم الهُمام، ويكون عهده برداً وسلاماً، وراحة بال لأبناء الوطن أينما وُجدوا على ترابه الطاهر.
وفي العيد الوطني يقف المواطن وقفة ثابتة يُجدد فيه عطاءه وولائه، وإخلاصه لولي أمره وقائد مسيرته؛ ليستمر نماء الوطن بمستوى عزيمة أبناءه، وليستمر العُمران وفق خطط مدروسة؛ لتعمّ السهل والجبل وكل أبناء عمان.
دُمتَ يامولاي في خيرٍ وبخير، ودامت عُمان أبية آمنة مستقرة، تحفها عناية الله تعالى بفضل حكمة وحصافة ورأي السلطان الذي أسال الله تعالى أن تحفه وترعاه عناية الله.