نهضة متجددة في مسيرة المجد
سميحة الحوسنية
تحتفل بلادي الحبيبة سلطنة عُمان بالعيد الوطني ال 54 المجيد والذي يصادف الثامن عشر من نوفمبر.. هذا اليوم الخالد الذي سطّر فيه التاريخ أروع قصص المجد محطات مشرقة للتأمل في التحولات والنقلات الحضارية التي أرسى دعائمها سلطاننا الراحل – طيب الله ثراه – ليكمل مسيرته ونهجه ويبلور تقدمها وتطورها المستدام جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه -؛ لتزهو به الأعوام وتفتخر به الأجيال وهي تتابع إشراقات ذلك النهج الذي تم رسمه برؤية ثاقبة ذات ثوابت راسخة، فكراً مثمراً بالإنجاز لمسيرة زاخرة بالعطاء، وترجمة لملحمة تنموية عظيمة طيلة نصف قرن شهدت فيها السلطنة انطلاقة كبيرة؛ فمضت بخطوات راسخة نحو مرحلة تاريخية ذات ركائز ثابتة قوامها التنمية الشاملة التي تسمو بالمواطن العُماني وتحقق طلعاته لمستقبل زاهر.
لقد شهد العالم مسيرة التنمية العُمانية وتابع التطورات والتحديثات والتي جعلت المواطن العُماني أولى اهتماماتها كشريك في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس من خلال اتباع نهج متكامل يحث على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية المختلفة، والتي تجعله يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه، فإشراكه في الخطط التي وضعت للمرحلة الملهمة أمر في غاية الأهمية؛ ليساهم في شتى البرامج من خلال عملية التواصل المفتوح بين الشباب والحكومة ومؤسسات القطاع الخاص، والتشجيع على مناقشة التحديات وإيجاد الحلول التي تسمو بطموحاتهم، وإعطاءهم حق حرية التعبير؛ فهم مستقبل عُمان المشرق.
بين الأمس واليوم قصص كفاح لا يدركها إلا من عاش حقبة السبعينيات، حيث كانوا للوطن دروعاً شاركوا في رحلة التغيير، فكان إخلاصهم وقوداً لمحرك التنمية برغم الإمكانيات البسيطة.. وكان إصرارهم كبيراً على المواصلة لتصل عُمان إلى هذا المستوى من مكانة عالية بين الأمم، مواكبة لكل التغيرات.. تاركة بصمات مشرقة على خارطة السلام.. فعُمان ذات حضارة تاريخية وإنسانية عريقة ضاربة في أعماق التاريخ.. فكانت أساطيلها تجوب العالم سواء كان للتجارة أو لتحقيق السلام.. فمن لا يعرف سلطنة عُمان ..؟!.
يأتي نوفمبر المجيد المترف بالذكريات الخالدة في قلوبنا كعُمانيين نستحضر فيه تفاصيل الأمس.. ونفخر بالحضارات المتعاقبة عليها.. ونتباهى بها في العالم بأسره.. هو استذكار لمحطات مميزة في حياة كل عُماني عاش يقبل أرض هذا الوطن. ويعشق ترابه. ستظل لعُمان مكانتها المعروفة كصانعة للسلام، وهذا ما يشاهده العالم أجمع في تناولها للكثير من القضايا السياسية وتسخير علاقاتها في تحقيق السلام بالمنطقة ومواقفها الثابتة والصريحة في القضية الفلسطينية وسعيها لوقف الدماء والحروب.
اللهم احفظ بلادنا عُمان رخاء واستقرارا.. وأنعم على أهلها بالخيرات والمسرات.. اللهم احفظ لنا جلالة السلطان هيثم بن طارق.. وارزقه الصحة والعافية.. ووفقه لما تحب وترضى.. وأعنه على حمل الأمانة وارزقه البطانة الصالحة.. اللهم آمين.
وكل عام وعُمان تزهو بالمجد.. وعنواناً للسلام.