2024
Adsense
مقالات صحفية

عَمواس

د. يعقوب اللويهي

وفي الحديث النبوي
«إنَّ لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح »
فاقتضت أمانته أن يبقى مع المسلمين الذين خالطهم فاعتذر عن الحضور حين طلبه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي خشي عليه من وباء فتك بخلق كثير ؛ وما ذاك إلا اتباعًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :” «إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارًا منه”

هدي نبوي عميق انطلق منه أحد أهم التوصيات الطبية للحد من انتشار الأوبئة في زمن لم يكن للأدوات الوقائية بمكان .
ولا عجب حين نقرأ ما ذكره ابن عبدين التجيبي الأندلسي في مراقبة المحتسب للطحانين و الخبازين :” ولا يعجن أحدهم إلا وهو ملثم لئلا يتطاير من فمه شيء إذا عطس أو تكلم وأن يشد على جبينه عصابة بيضاء كي لا يعرق فيقطر منه شيء في العجين”

وخير مثال حي لذلك هو ما تعيشه الإنسانية الآن من حرب ضروس ضد وباء كورونا الذي رغم تقدم الطب إلا إن التوصية الأساسية للحد من انتشاره باتباع الاحترازات الوقائية لا زالت قائمة.

والشكر كل الشكر لجميع العاملين الصحيين عامة وفريق مكافحة الأمراض المعدية خاصة التي كان لها الدور الملموس في إرساء التوجيهات والتعليمات للتعامل مع هذه الجائحة وتشكيل فرق التقصي التي كانت تتحرى مصادر البؤر كالذي يسعى خلف نحلة طائرة تستسقي فيتتبع طريقها ليصل إلى مكان الخلية ونسأله تعالى أن يمطر شآبيب رحمته على من كان ضحية هذا الوباء وأن يلطف ببقيتهم
»
عمواس : قرية فلسطينية انتشر فيها الطاعون زمن عمر بن الخطاب رضي الله وارتبط اسمها بطاعون عمواس.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights