بوصلة المواقف
إلهام عوض عبدالله الشهراني
قال أحدهم :”مهما كنت شخصًا صالحًا سيحكم عليك الناس بحسب مزاجهم وحاجاتهم.”
لا يخلو الإنسان من التعرض إلى المواقف التي تجبره على التعلم من دروس الحياة، وتفرض عليه النظر في كثير من العلاقات الاجتماعية؛ فالمواقف تزرع في حياتنا أناسٌ، وتقتلع من حياتنا أناس وتمكننا من التمييز بين الصادق والكاذب. .
وتعلمنا أن الصواب في التعامل مع الآخرين على ضوء المواقف التي تعطي الصورة الحقيقية بلا فبركة.
وفي نفس السياق :
إن الأحبة الصادقون كنز لا يقدر بثمن عند الشدائد يقفون بروح المحبة ولا يتقنون فن التمثيل والتأليف والإخراج كما يكون متقنا عند بعضهم ، لذلك يجب ترك المواقف الحياتية تثبت لك الحقيقة بمفردها وتكشف معادن الآخرين وما يخفي في باطنهم رغما عن أنوفهم.
إن أوجع الطعنات التي تعصر القلب ألمًاوحزنًا تأتيك من الذين تعاملت معهم بكل احترام وإنسانية وخانوا كل ذلك بقبح الأقوال والأفعال لأهداف فردية لا تعني ولا تسمن من جوع بعد نزع الأقنعة المزيفة والقيم الأخلاقية التي كانوا يتبجحون بها وتجلى شرهم الذي لا يمكنه المرور من مرآة المواقف دون وضوح؛ فالشمس لا تُغطى بغربال.
ومن أصعب المواقف على الإنسان لحظات هواجيس تدمي القلب يواسي خاطره ببضع سطور تحمل في طياتها الشعور المستوطن بذاته من هموم لا يستطيع البوح بها في سياق قصيدة أحمد السديري رحمه الله.
“يقول :من عدى على رأس عالي رجم طويل يذهله كل قرناس حتى قال رحمه الله :
في مهمة قفر من الناس خالي يشتاق له من حس بالقلب هوجاس قعدت في رأسه وحيد الحالي كأني برأس الرجم مذبوح الراس ثم يسأل نفسه بعلامات استفهام وتعجب دومًا يريد الجواب الشافي ما الخطاء الذي أقترفته لكي أعيش بين كفتي الخوف والإساءات؟!
وبعبارة أخرى:
هل النصيحة أصبحت جرم؟!
“عذراً يا نفسي فوضي أمرك لله.”
كما قال الشيخ الشعراوي : “عجبت لمن ابتلى بمكر الناس كيف يغفل عن قوله تعالى:( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.) آية ٤٤ والله يقول بعدها : ( فوقاه الله سيئات ما مكروا) ٤٥ غافر.
و سياق آخر :
إن الثبات في المواقف والصبر على مواجهة المصاعب والمخاطر يحتاج لقوة إيمان ويقين أن الله يمهل ولا يهمل أهل الإفلاس الديني والأخلاقي الذين يخشون خسارة الدنيا وزينتها الزائلة ولا يخشون الخالق جل ثناؤه كما قال أحدهم :
سحقا لمن يظن كسرة الخاطر كما كسرة اليد فاليد تجبر والخاطر عليل.
آخر سطر :
قال الأديب د. وائل جحا :
سهام الغدر تأتينا وسيف الحق يحمينا،.
مهما كان غدرهم وزادوا مكرهم فينا، سنشكوهم لخالقنا فعدل الله يكفينا.
ودعواتنا بلا حجب سنرفعها لبارينا.
فنصر الحق سنته به نلقي أمانينا سيرفع ظلمهم عنا ويخزيهم ويرضينا.
ويشرق فجرنا نورا يضئ ظلام ماضينا.