“أزمة وتعدي”
بدرية بنت حمد السيابية
رحل العيد ورحلت معه أياماً لم نعهدها سابقاً والفرحة في قلوبنا ناقصة بوجود الأحبة المقربين لقلوبنا، أسباب أحدثت فجوات بيننا من الناحية النفسية والجميع يتذمر من قرارات أصدرتها اللجنة العليا لربما قرارات بعضنا لم يتقبلها ولكن في الواقع تصب من مصلحة المواطن والوطن بشكل عام، والأهم من كل ذلك أن ترى أهلك وأحبابك وهم بصحة وعافية، جائحة كورونا حديث الصباح والمساء والخوف الأكبر هو تزايد عدد الموتى من هذا الفيروس المميت والخطير.
يزداد الشوق الأكبر لتأدية مناسك الحج وتوديع لمن استطاع إليه سبيلا لتأدية هذا الركن الإسلامي، الفرحة تغمر قلوبهم الطاهرة وتوديعهم والقلب داعيا لهم بأن يكتب الله لهم حجا مبرورا وذنبا مغفورا بإذن الله تعالى ويتم استقبالهم من قبل الأهل والجيران ورفع الأعلام الخضراء في كل منزل قريب حبا وشوقا لاستقبال حجاج بيت الله الحرام بكل شوق، محملين بالهدايا الجميلة التي تفرح قلوب الأطفال، وعسى الله يكتب لنا عودة للأيام الرائعة ، ولكن الظروف الصعبة التي نمر بها حالت بيننا أن نعيش هذه اللحظة المعبرة، وأن نلتزم بكل القرارات اللازمة.
لابد أن الجميع استقبل العيد الأضحى المبارك بكل فرحة وسرور وعايد أهله عبر التواصل الاجتماعي بكل حب وود، ولكن ما زال الشخص يحس في نفسه الاشتياق من حيث لمة الأخوة والأخوات والأهل ومعايدتهم وإلقاء التحية والسلام -يُشكل الأطفال والعيد ثنائيّة متداخلة مع بعضها بعضا، ويتمثل هذا التداخل بتشكيل لوحة مليئة بالفرح، والسعادة، والهناء، فالفرح لا يمتلك هوية ولا وطناً، والعيد بالنسبة للأطفال قطار مليء بالفرح الملون، وضحكات الأطفال البريئة، والتي تملأ الأرض بهجة، وعفويّة، فعادة ما يُردد الأطفال أغاني العيد الشعبيّة، وفي صبيحة العيد يلهو الأطفال ويلعبون في متنزهات وساحات مدنهم، ومعايدة الأطفال من الطقوس المعتاد عليها فكل طفل ينتظر هذا اليوم وفي داخله سرور، أما الآن اختلف الوضع بسبب هذه الجائحة.
نثق بالله العلي العظيم بأن الحياة ستعود كما عهدناها سابقاً بإذنه وهذا الوباء والبلاء سيزول بأمر من الله، ويجب علينا الصبر وأن نكون قريبين من بعضنا بعضا ونشجع أنفسنا ومن حولنا بأنها أزمة وتعدي، وأن نلتزم بكل قرار تصدره اللجنة العليا لعلها خيرة مبشرة للجميع، يكفينا فقد الأحبة والبكاء عليهم دون وداعهم، نسأل الله السلامة والعافية للجميع.