أدم/ علي بن سعود البوسعيدي
تعد الأفلاج العمانية شاهدًا على حضارة الإنسان وهي جزء أصيل من نسيج الحياة الاجتماعية للمجتمع العُماني منذ القدم؛ فهي مورد الماء الذي قامت عليه الحياة والحضارة، وهذا النظام أدهش الكثير من الباحثين حول براعة الإنسان الذي ابتكر هذا النظام الذي حول الصحراء إلى واحات خضراء غناء.
وقد أقام العمانيون أنظمة وقوانين عرفية تعمل على توزيع جريان مياه الأفلاج بالتساوي بين المزارعين في الأوقات النهارية والليلية على مدار الساعة وفق حسابات تقليدية معينة كالبادة والربع والأثر وتعتمد هذه الحسابات على ظل الشمس والنجوم ولا تزال هذه الأعراف موجودة ويعمل بها في بعض المناطق الى يومنا الحاضروالتي تعرف بالمحاضر أو الخشبة.
وحول هذا الموضوع يقول علي بن حمود المحروقي الباحث في التاريخ العماني يوجد في ولاية أدم أربعة أفلاج داؤدية هي العين والمالح والشارع والفليج ولكل منها محاضر مستقل والمحاضر هو أرض مستطيلة الشكل منبسطة تتوزع بها شواخص حديدية صغيرة عبارة عن مسامير صغيرة يمثل كل مسمار أثرا ويتوسط تلك الشواخص عمود حديدي يبلغ ارتفاعه مترا ونصف المتر وآلية عمل المحاضر تتمثل في تقسيم حصص مياه البادة في وقت النهار إلى 24 أثرا مدة الأثر تقريبا 30 دقيقة وقد تم توزيع المسامير الصغيرة وفق دوران الشمس صيفا وشتاء لتحقيق مبدأ العدالة. أما احتساب البادة في الليل فيبدأ من غروب الشمس من كل يوم عن طريق النجوم في أماكن محددة من الولاية وبظهور الساعة توقف المحاضر بالنجوم وذلك لصعوبة متابعة طلوع وغروب مجموعة من النجوم والبالغ عددها 24 نجما وتشابه محاضر أفلاج العين والمالح والفليج في تقسيمات الأثر والبادة، أما محاضر فلج الشارع فهو عبارة عن جذع شجرة قياسه1.9 متر تم حفر خطوط عرضية عليها إشارة إلى 24 أثرا لبادة النهار، ويضيف على المحروقي بقوله ولمعرفة حصة المزارع من الفلج يقوم أولا بالتأكد من المحاضر بأن الوقت قد حان لحصته ثم يقوم بالقاء التبن أو أوراق الأشجار من جالة العامد وحتى جالة المزرعة وبعد وصول هذه الأشجار إلى مكان مزرعته يقوم بتغيير مسار الفلج المراد ريها، مشيرا علي المحروقي إلى أن الصعوبة تكمن في استخدام المحاضر لغير المتمرسين في هذا العمل لعدم مقدرتهم على فهم أو معرفة أمرين هما تغير الصفة أو كما يطلق عليه كسر الخشبة والمسامير المتداخلة عند منتصف النهار وهو ما يطلق عليه الوقفة٠.
