مقال: «كن متطوراً وليس متهوراً »
بدرية السيابية
نحن ولله الحمد نعيش في مجتمع محافظ على تقاليده وعاداته منذ الأزل البعيد ، محافظين على اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم ، ومحافظين على الزي التقليدي بألوانه الجميلة ، وكل ما يحتوي هذا الوطن من موروثات عريقة .
ولكن ماذا حدث الآن لكل ذلك ؟ صحيح نحن نواكب التطور الحاصل في هذا العالم من تكنولوجيا أو نقول «الموضة » ولكن عندما نقول الموضة معناه التغير في كل مره بدون قيود ، أو مراقبة.
كثيراً ما نصادف شبابنا وبناتنا قد تبرمج على هذا التغير الحاصل من خلال لبسهم ، وقصات شعرهم، طريقة حوارهم مع الآخرين ، قيادتهم للمركبات ، وتلك الأسطوانة الموسيقية المزعجة ، كثيرٌ من الشباب يحملونها في المقعد الخلفي من السيارة «البازوقة » وللأسف الشديد هناك البعض من يتعاطى تلك السموم المنتشرة بشدة تباع في أماكن مجهولة ، أين المراقبة ؟ من الأهل أولاً؛ أنتم مسؤولون عن فلذات أكبادكم إسألوا دائماً عنهم أين ذهبوا ؟ومن هم أصدقاؤهم ؟
كيف هم مع الآخرين سواءً في تجمعاتهم في المدارس والجامعات ، احرصوا دائماً على متابعتهم في حلهم وترحالهم ، لا تجعل إبنك أو ابنتك بدون مراقبة ، أصبح هذا الزمن زمن العولمة زمن التطور الساحق ! ومن الأفضل أن لا تبالغي أيتها الفتاة في لبسك سواءً في طلعاتك او مناسباتك كوني ، أنيقة بلبس الحشمة ، وكوني متطورة لنفسك من خلال حوارك الطيب وأسلوبك الراقي الدال على تربيتك من جيل واعي مثقف لا نقلد الغرب بكل شي ، نقلد بالشي المقنع لذاتنا ولأنفسنا ولنحمد الله على كل حال ، وأنتي أيتها الأم عندما تخرجين للتسوق أو مناسبة كوني لابنتك ذاك الرداء الساتر لها، كثيراً وللاسف الشديد نجد بعض الأمهات تلبس ابنتها وهي بعمر العشر سنوات لبس غير محتشم تتمشي به في المنتزهات أو الأسواق ، ديننا الحنيف لم يوصينا على ذلك فكوني انتي قدوتها بالشي الإيجابي وكل ما هو حسناً بأمور الحياة ، لو تحدثت كثيراً عن بعض الأمثلة لن ينتهي مقالي !
ولكن لنكن واعين ولكل خطوة نخطوها نحو هذا التطور .
لا أبالغ في مقالي هذا ولكن أصبح الآن الطفل الصغير عندما يمسك هذا التطور كمثال «الايباد»أو «الجوال» تظهر عليك علامة استفهام ؟ كيف عرف هذه المواقع رغم صغر سنه ، وكيف ؟وكيف وكيف؟ ،أصبح الآن كل شي متوفر ، فمن الجيد أن نكون متطورين ومتطلعين ولكن بحذر تام وبمراقبة حتى لو تكون تلك المراقبة من حين لآخر ، ولا نتهور بكل ما يحمله هذا التطور ، هؤلاء الشباب هم قادة المستقبل فلنحسن تربيتهم ،ولا نجعلهم فريسة لكل من يحاول تدمير شبابنا فهم جيل هذا الوطن فكن متطوراً وليس متهوراً .
بقلم /بدرية السيابية