كُن مع الله

بشاير المالكية

‏من ذا الذي يقولُ أن الحزن يدوم؟
من نحنُ حتى نظن بأنّ أحزاننا دائمةٌ؟ والله ما من حزن دامَ في قلب بشرٍ حتى وإن ظَننا أننا نهون عند الجميع فهَل نهُون عِند ربِّ العباد؟ خالق السمـٰوات والأرض؟ حَاشَى أن يترك الله بشراً حائراً، تائهًا، خاسراً، نُحن الذينَ لا نهون عِند الخَالِق.

لاتحزن حتى وإن راودك الحزنُ واليأس والخوف، لا تيأس لا تخَف لا تحزن، تذكّر كلمات ربي في قوله تعالى: ﴿لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ﴾ إنهُ المُنجي وَالقادر على كل صعب ومستحيل، ما تراه مستحيلاً هو عند الله سهلاً، كُن ذا يقين ثابت حتى وإن راودك اليأس، لاتترك يقينك.
أتعلم أن اليقين وَرد الاستِجَابة؟
ألا تودُّ أن تزهر ذات يومٍ؟
أزهِر بيقينك دوماً.
أترى الصِعَاب في طريقك؟
أترى الإحباط من حَولك؟
كُل هذا وأنت قُرب ربك تقول لنفسك وأنت ضاحكاً: أهذا الذي أراه يحزنني؟
هذا الذي سرق من عمري عُمراً؟
تمنى واحلم وجاهد في كُل أحلامك لأنك تطلب الاستجابة من ربّ عظيم.

يا من تقرأ الكلمات تفكّر في الوجود قليلاً ولو لِبضعة دقائق، خطواتك التي كِدت تسقط فيها أنجاك العَزيز قبل سقوطك، دعواتك التي دعوتها ولم تدركها وظننت أن الأوان قد فَات وأنّ الدعوات قد فاتتَك؟ إنهَا لم تفت أبداً فهيَ حتمًا آتية في موعدها فقط تجمّل بِالصبر، يقُول الله عزَ وجل:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ} و أيضًا يقول جلّ جلَاله:﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ .

أنظر الى عظمة المكانة بِعينيك والله إنهُ لشعُور عظيم.
إذهَب بِحزنك لله فالله يسمعك دون مقاطعة، تبكي دون خجل تتحدث بعجز، ولكن أتظن هذا يذهب سُدىً؟ حاشَى والله، إن الله ينزل السكينة على قلبك حتى تظن أنهُ ماء بارد صُبَّ على قلبك وتلمع عينك بهجة وطمأنينة.
كُن مع الله ليكُون معك في كل ترحالك.

وادعُ دوماً إن الله قريب يسمع جميع أدعيتك و في قولهِ تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ .
‏يا من تقرأ كلماتي أتمنى من الله أن يجعل السعادة دائمًا في طريقك والتوفيق يُلازمك دوماً في أعمالك.