سالم بن حميد بن راشد البداعي
كثيرة هي المشكلات التي تعصف بنا.. متعددة هي التحديات التي تمر بنا.. كثيرة هي الخسائر التي حلت بنا… نتسائل ونحن نمر عبر هذه العواصف المتعددة، والكثيرة والمتغيرة؛ هل من بارقة أمل سوف تلوح لنا في الأفق؟
يتذمر الناس ويصرخون مما يحدث لهم في مجريات حياتهم، من تطبيق لضريبة مضافة، ورفع لدعم الكهرباء، وخفض لبعض الامتيازات والعلاوات، وازدياد مضطرد لأعداد الباحثين عن عمل، وغيرها من تحديات ومشكلات أثقلت كاهل المواطن والمقيم والدولة ككل …
وبعد كل هذا وذاك، يتساءل الإنسان العادي البسيط أين يمكن أن يكون المخرج ؟ وهل من عين إيجابية يمكن لها أن تبصر لنا المستقبل القادم؟
خلقنا الله ونحن في بطون امهاتنا، وتكفل بنا فلن ينسانا ونحن على سطح هذه الارض…
علينا أن نؤمن يقيناً بقدرة الله أولاً، وبأن الدين الإسلامي يحض ويأمر بالتفاؤل، وينهى عن التشاؤم، ويحب اليسر والبشر ثانياً، وبالجهود المبذولة ثالثاً، وأن بقاء الحال من المحال رابعاً، وأن سعادة الإنسان في كيفية نظرته للحياة خامساً، وأن هناك بارقة أمل وإنجازات إيجابية تحدث في القريب العاجل، وعلينا أن لا نستعجل ونستبق الأمور، وأن لا تكون النظرة السوادوية هي الغالبة على مجريات حياتنا…
علينا أن نبدأ بأنفسنا في العمل الإيجابي، وأن نبادر ونبذل في الأداء، وعلى الجهات الأخرى أن تعي مسؤوليتها، وتسعى لوضع الأطر العامة والواضحة والصادقة والشفافة أمام الآخرين، وأن تنتهج مبدأ الثواب والعقاب، وتعيد النظر فيما كان، وأن تستفيد منه، وتطلع على تجارب الآخرين المتميزة، وتستفيد منها في تطوير منظومة المؤسسات الخدمية والبنية التحتية والمستويات الإقتصادية والرؤية المستقبلية لاستشراف مستقبل مشرق يتزامن مع تطبيق رؤية عمان ٢٠٤٠، وأن يكون المواطن والمقيم على اطلاع برؤية هذه المؤسسات وبالأهداف المرصودة، والأهداف التي تم إنجازها خلال الفترة المحددة والمرسومة لتحقيق هذه الاهداف، ويساهم في تقديم الرؤى والأطروحات والأراء ووجهات النظر والرأي البناء، وأن تكون هناك تغذية راجعة لما تم انجازه وتقييم لما تم تحقيقه، ومراجعة لما تبقى من أهداف لم يتم تحقيقها.
ليس غريباً أن يعاني أفراد المجتمع في ظل هذه الأزمة من مثل هذه الصعوبات، ولكن ليس عليه أن يبقى مكتوف اليد، ويستسلم للواقع فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة …
علينا أن نشمر عن سواعد العمل، وأن نبادر وننظر للمستقبل بعين بصيرة نافذة خبيرة متفائلة مستبشرة بأن المستقبل بيد رب هذا الكون، وعلينا أن نعمل ونجتهد ونترك الباقي لرب العالمين، فلن يضيعنا بإذن الله….
