ذاكرة مستعارة
مريم الشكيلية
دعني أستعير ذاكرتك لأبحث بين أدراجها ذاك الشريط المبتور من ذبذبات أحاديثنا….
دعني أتقمص شخصيتك لأجالس فنجان قهوتك كل صباح ولتتلمس أصابعي مفتاح المذياع بعفوية الاعتياد كما اعتدت أنت…
وليجثوا الصمت على ملامحي وعيناي تتجول على سطور الجريدة تبحث عن أخبار الأرقام لا الكلمات كما تفعل أنت….
دعني أعيد كتابة رسائلي وجر قلمي كشيخ كهل يسير في مفترق طرق يتكئ على أحرفك لا أحرفي وكأنني أعيدك إلى بداية السطر لا نهاية العمر…..
لو إنني كسرت قيود الوقت الذي يحكم قبضته على ورقك لا وقتك…
وبغضب أنثى اصطدمت بزيف قصائدك التي كتبتها ذات شعر على نوافذ الحنين لا الحريق….
دعني أخرج مذاق المر الذي علق بين شفتي مفرداتك حين كنت أقطفها من حقول بريدك القديم عندما كان الوهم سيداً يبسط سرابه لا حقيقته…..
دعني أخلع أحذية الكلمات عند أبوابنا الموصدة وأمشي حافية الوعود بجانب أسرة الخيال حتى لا أوقض الحلم الذي يكبر في حجراتنا…..