سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
قصص وروايات

قصة .. لمحات من الماضي (الجزء الرابع)

سليمان بن حمد العامري

مرت الأيام على اللقاء غير المتوقع بين “سامي وشذا”، فتلك المشاعر التي أيقظتها في لحظة لم تغب عن ذهنه. جعلته يعيش في حالة من التناقض العاطفي، ويعلم أن التفكير في “شذا” بعد كل هذه السنين، خصوصًا وهو متزوج، أمر غير منطقي، فما هي إلا أحلام يقظة. ومع كل المحاولات لطرد تلك الأفكار من رأسه، تعود إليه كأنه مسجون بها لا يستطيع الهروب منها.

ولهذا، دائمًا عندما يريد التخفيف عن نفسه والمضي قدمًا، يوجه لنفسه سؤالًا: هل “شذا” تفكر فيّ كما أفكر بها؟ أم أنها مضت في حياتها كما كان ينبغي عليَّ أن أفعل؟ ويتمنى لو أن بإمكانه نسيانها تمامًا، لكي لا يعود إلى آلام الماضي.

مما يؤكد أن اللقاء أمام المستشفى فتح جرحًا لم يلتئم، وعاد الشوق القديم الذي كان يحاول دفنه منذ زمن، مع تلك الفتاة التي كانت يومًا جزءًا لا يتجزأ من حياته.

وبعد كل هذا الصراع المؤلم، وهو على أوراقه التي يمزقها كل حين وآخر، وبين الرجاء والخوف، تذكر تلك الليلة التي أخبرته فيها “شذا” بأنها فارقت زوجها، فانتابه شيء من الارتباك، فلم يدري ما يقول لها، فظل صامتًا حتى استأذنته بالانصراف، وفي نفسه تساؤلات كثيرة:
– هل هي سعيدة بهذا الفراق؟
– هل يمكن أن تعود إلى حياته بعد كل هذا؟

لك أخي القارئ النجيب أن تتخيل! حتى نلتقي في الجزء الأخير من قصة “سامي وشذا”.
—————-
للتوضيح فقط:
في كتابة (شذا) و(شذى) كلاهما صحيح. السؤال: ما الفرق في المعنى بين: (شذا وشذى)؟
شذا: كل شيء حدّه، وشذا المسك.
وشذى الرائحة: حدّة ذكاء الرائحة، كما جاء في (مختار الصحاح). لا فرق في المعنى،
لكن الكتابة الصحيحة للكلمة هي (شذا) بناءً على قاعدتها الصرفية: ما كان ثلاثيًا يُنظر في جذر الكلمة، فإذا كان أصلها واوًا (شذو) كُتبت بالألف القائمة.

(يتبع)

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights