2024
Adsense
مقالات صحفية

رشاقة القيادة التربوية

يوسف بن عبيد الكيومي..
مدرب القيادة الإدارية و القيادة التربوية..
yousef.alkeyoumi2020@gmail. com

تعتبر السلوكيات التي تضيف شيئاً جديداً في عالم القيادة أو تخلق قيمة مطلوبة في جانب الأعمال بأقسام المؤسسات ووحداتها، أو تساهم في إنقاص مستويات هدر المعلومات و المعارف الفكرية إلى جانب العمل على خفض العلاقات غير المنتجة ما يسمى بالقيادة الرشيقة، والتي لها تعمل القيادات التربوية على ضرب أروع الأمثلة لتحقيق هذا النوع من القيادة و دورها الفعال على أكمل وجه. و لعل أبرز هذه الصفات، كما أشارت (زيادة، ٢٠٢٠).

أولا: صفة الحكمة، وهي ما يعني قدرة القيادة في تحقيق التوازن بين نوعية الموارد المتوفرة، وما يتطلبه العمل، فالحكمة تعد مرحلة متقدمة في تفكير القادة، مما يجعلها مرتبطة بأفضل القرارات في حالة محدودية الموارد أو الوقت. وصفة الهدوء وهي سمة لا بد أن تتحلى بها القيادة؛ نظراً لما ستتخذه من نوعية قرارات، لربما بعضها مصيري في حياة المنتمين بالمؤسسة، فسمة الهدوء تُمكِّن القادة من التفكير بعمق، مما يساعدهم في اختيار أميز الحلول لحل المشكلات الصعبة.

ثانيا: صفة التواضع، وهي صفة أخلاقية تعطي مساحة في التفكير الأميز حول الأعمال المنوطة، رغم أنه لا يتضح لبعض العاملين المعنيين مثلاً بخفض الهدر المؤسسي حاله حال بقية السمات في التعامل بين العاملين أو ضبط الإجراءات المتخذة لما له من الشبه مع بعض الصفات وتضارب الحكم على مدى توافره في القيادة.

ثالثا: صفة الموضوعية وهنا لا بد من تمكن القائد من امتلاك عقول العاملين و التأثير في سلوكياتهم، لهذا تعتبر من أفضل طرق التفكير العلمي التي تشير إلى أن الموضوعية تتواجد في كل تفاصيل تفكير القائد المرتبط بإدراك المشكلة ومحاولة التفكير لإيجاد الحلول المفيدة ضمن طريقة فكرية عقلية واضحة المعالم.

رابعا: صفة الصبر، وهنا رشاقة القيادة لا بد أن تتحلى بصفة الصبر؛ لأنها صفة مهمة للقادة؛ كون تحقيق النجاح لا يتوقف فقط على امتلاك الحماس و الطاقة و المعرفة أو الجهد المبذول، لهذا يستلزم التحلي بمهارة الصبر المبنية على بصيرة قيادية عالية بعيداً عن التكاسل وغيرها من معايير انخفاض الطموح، فالعمل الجاد يحتاج إلى الكثير من الصبر حتى يحقق الأهداف والنجاحات المطلوبة.

خامسا: صفة الثقة، ويعود نجاح القيادة في مجال عملها إلى تمكنها من القدرة على خلق مستويات ثقة عالية لدى العاملين، مما يسهم في رفع مستوى ارتباطهم بالقيادة، لتطوير جوانب النجاح و تعزيزها.

لهذا كل مؤسسة رشيقه تحتاج إلى قيادة رشيقة تكون قادرة على تحقيق رغبة المستفيدين ولديها من الإمكانات و القدرات ما يؤهلها إلى قيادة المؤسسة بكل رشاقة وجاذبية.
ونظرا للمتغيرات العالمية و المستجدات المتلاحقه فإن مستوى المرونة مع قادة المؤسسات لا بد أن يكون ذا مستويات عالية تساعدهم على التكيف بصفة داعمة مع استمرار المتغيرات. وعليه فإن القادة من هذا النوع يجب أن يكونوا مبدعين و يملكون مختلف أنواع التفكير المنتج إلى جانب تعدد المواهب الشخصية التي تجعلهم قادة جذابون ومؤثرون لمن حولهم من الأفراد العاملين بمؤسساتهم، قادرين على الاستفادة و التعلم منهم بما يخدم تحقيق أهداف المؤسسة والعاملين معاً، حتى يتمكنوا من ربط المواقف بأنواعها المختلفة لتساعدهم على جعل رؤاهم مبتكرة وطموحة ومقنعة وهادفة لجميع المشاركين لديهم في تحسين و تجديد رشاقة المؤسسة. و في الوقت الحاضر تمر جل القيادات التربوية الرسمية و غير الرسمية بالتغيير الإيجابي المنتظر ، الأمر الذي أسهم في ظهور قيادات رشيقة تفسر دور القائد ذاته و من ثم أتباعه و ما يرتبط بهم من فئات كطلاب وهم محور التعلم و كذلك أولياء الأمور وهم اليد المساندة.
الحقيقة في ظل الظروف الراهنة يتبعهم مؤسسات المجتمع المحلي صاحبة الشراكة الناجعة في تحقيق متطلبات الوطن تقنيا و الذي سيقود إلى تغيير ستظهر ملامحه على مستويات طلابنا بالنفع الكبير رغم البداية التي تصاحب كل تجديد و تغيير يشق طريقه ليرى النور برشاقة القيادات القادرة على ذلك بإذن المولى عز وجل.
لنكمل مسيرة التعليم كما أرادها باني نهضة عمان المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، ليتجدد التعليم خلف القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان حفظه الله ورعاه.

المراجع:
زيادة، مروة عباس.(2020 ).” القيادة الرشيقة و تأثيرها في التغيير التنظيمي”. رسالة ماجستير. جامعة بغداد. العراق.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights