تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
قصص وروايات

فاتني قول الكثير

العنود الهنائية

لقد بدا الأمر وكأنه مرّ بشدة هذه المرة ، شبيه العلقم طعمًا، وشبيه الفقد ثقلًا، إننا نعيش في زمن اللاشيء وجود، حيث إراقة المشاعر هي حديث الصباح ووجع المساء، فيد الواحد منا تحاكي ألم الخذلان وكيف أنها أفلتت من حيث لا تحتسب، وما زال الخدش على سطحها علامة تأبى الزوال، أما عن القلب فهو ضيق جدًا يكاد يكون بحجم حبة العنب السوداء ونبضاته محدودة جدًا، حيث أغلق بعضه على بعضه يأبى الإنشراح، لا يحب القرب من أحدهم ولا يحبّذ الشعور، منطفئ ليل نهار لا يصله بريق الحب أبدًا، أما القدمان فما زالا في رعشة تشبه اهتزاز الطفل في أول خطوة يخطوها وهو يرى كل ما حوله يتأرجح ويهتز، والجميع من حولك لا يعلمون أنك حين تتحمل يعني أنك استجمعت طاقة مسبقًا، وأن هذه الطاقة قابلة للنفاد في أية لحظة، وحين تنفد هذه الطاقة يستحيل عليك العودة كما كنت، بل تتهيأ لمرحلة جديدة، وتبقى في صمت عقيم لا يولد حديثًا إلا ابتسامة زائفة لا تحاكي حقيقة ما تشعر به، وتبدو كما لو أنه اجتمع كل الأطفال وذهبوا من داخلك، لا صوت هناك يتردد سوى صرير الحزن المنبعث من مقبرة جوفك، والموتى بداخلك – مشاعرك، ابتسامتك، سعادتك، وأنتِ- جميعهم نيام، وعقلك يريد أن يهدأ ويدير ما تبقى منك ولكن ضجيج الأفكار عالٍ جدًا، حقًا لقد فاتني قول الكثير، حيث أذكر جيدًا يا أختي سؤالك -ما هذه الخطوط الغريبة التي على وجهكِ؟- والذي أجبت عنه بلا شيء، ولكن إن كنتِ بذات الرغبة في أول سؤالكِ لي، فإني الآن أملك الإجابة
-إنها انكسارات محاطة بحزن عميق-.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights