نحتاجُ لهذا المصل
أحمد بن موسى البلوشي
يُعرّف التفاؤل بشكلٍ عامّ بأنّه حُبّ النظرِ إلى الجانب الجميل والمُشرق من الحياة، النظر لتلك الأحداث السعيدة التي تدور حولنا، النظر للجزء الإيجابيّ الذي يبعث الفرح والسعادة ويُنير البَصيرة، ويعطي المزيد من النتائج الرائعة، وكُلنا مؤمنون بأنّ الحياة لا تسير دائمًا مثل ما نريد، و لا تخلو من المُنغصّات والمشاكل لذا يجب عدم إهمال الجانب المُعاكس للتفاؤل والذي لا أحبّذ أن أكتب كلمة الضّدّ له لِمَا لها من مردودٍ سلبيّ على النفْس، بشرط عدم العيش في جلبابه، والتركيز عليه كثيرًا.
فالحياة بها الجانبان، والأهمّ النظر لذلك الجانب الكبير المُشرق منها، ذلك الجانب الذي يخلق منكَ شخصًا مُحبّاً للحياة وللمجتمع وللعطاء.
ووردَ في الكثير من المَراجع بأنّ عُلماء النّفس يعرّفون التفاؤل بأنّه: “الاعتقاد بأنّ نتائج الأحداث أو التجارب ستكون إيجابية في أغلب الأحيان”، فشكسبير يقول بأنّ: “الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلاً”، ويقول مارك توين: “امنَح كلّ يومٍ الفرصة لأن يكون أجمل أيام حياتك”، ولذلك نرى بأنّ الأشخاص المتفائلون هم الّذين يملكون قلوباً جميلة، مبدعون في عملهم، ويتجاوزون مصاعب الحياة وعواقبها بحيوية، فنظرة التفاؤل تؤثر إيجاباً على عطاء الشخص ودوره في المجتمع، وتُعينه في التغلّب على أغلب المشاكل التي يواجهها، فالتفاؤل يصنع الكثير من الحلول للكثير من المشاكل.
المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان متفائلًا ويحبّ الفأل الحسَن، قال البغوي: “وإنّما أحَبّ النبي صلى الله عليه وسلم الفأل؛ لأنّ فيه رجاء الخير والفائدة، ورجاء الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء عن الخير”.
وسُئل أحد علماء الدّين عن هذا الموضوع فكان ردّه: “ثبتَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل، وينهى عن الطيَرة.
والفأل هو الكلمة الطيبة التي يسمعها المسلم فيرتاح لها وتسرّه، كإنسان يطلب ضالّة، يسمع إنساناً يقول: يا واجد، أو يا ناجح! فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا مُعافى، أو يا مشفي! أو ما شابه ذلك؛ فيفرح بذلك ولا يردّه عن حاجته” انتهى كلامه.
فخذها نصيحةً منّي، ورافق الأشخاص المتفائلين في حياتك وسترى النتيجة بعينك والتغيرات التي ستطرأ عليك، وستكون شخصًا أكثر صحّة وذا نفسية رائعة، ومزاجٍ سعيد.