تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الفساد الأخلاقي

خديجة المعمرية

في مجتمعنا لا يهم أن ترتكب ذنباً المهم أن لا يعلم به الناس ، وفي حقيقة الأمر هو تفكير عقيم من أناس مريضة جعلوا خوفهم وخشيتهم من الله آخر اهتماماتهم . وجعلوا كل الاهتمام والسيطرة لبني البشر. فترى الشخص إذا ارتكب أي ذنب صغيراً أم كبيراً يقول في قرارة نفسه، ما الحكم الذي سيطلقه عليَّ فلان؟ ولا يسأل عن الأحكام الشرعية التي تجعله محمياً من أكثر المشاكل في الدين والدنيا .

عجباً لأناس تعلقت قلوبهم بحب الشهوات وملذات الحياة وانشغلت انشغالاً تاماً بالدنيا، مبتعدين عن الدين والآخرة، نسوا أو ربما تناسوا بأن هناك حساب وعقاب، هناك جنة فيها النعيم الدائم الذي لا ينقطع، وهناك نار حامية تشوي اللحوم والجلود، نسوا كل هذا في عدة ثوان فقط .

الألفاظ والكلمات والتعبيرات المستخدمة من قبل البعض لا تخدش الحياء فحسب، بل إنها تجعل الناس يتخلون عن الأخلاق تدريجياً وهذا ما نراه في الحياة اليومية، حتى الكوميديا أصبحت ساخرة تستخف بعقل المشاهد، وكلما كان النص الكوميدي يحتوي على بعض العبارات المحظورة كان الناس أكثر إقبالاً عليه، ليس لشيء فقط؛ لأن كل ممنوع مرغوب كما يقول البعض.

كان أسلوب الحياة راق وهادئ. كان الناس طيبين ويحبون الخير لبعضهم. ولكن اليوم بدأنا بتقليد الغرب في كل أمور حياتنا، نأخذ ما يتناسب مع ديننا وعاداتنا وثقافاتنا وما لا يمت للدين والعادات والثقافة والأدب بصلة، أصبحنا إمعة، ومما لاشك فيه أن الإنسان لا يصبح إمعة، إلا إذا توافرت معه عده أسباب، ومن بين تلك الأسباب ضعف الثقة بالله والتربية الخاطئة للأبناء .

فبدلاً من تربية الأبناء بأن النفع والضر كله بيد الله يربون على اتباع التقليد والاتباع، فيصبح الناس الإمعة جميعهم أشبه بالقطيع.

في التعاملات بين البعض يسودها قلة الاحترام والتقدير، فلا الصغير يحترم الكبير في زماننا، ولا الكبير يعطف على الصغير، إننا في كارثة حقيقية فجميع الأديان السماوية حثت على الأخلاق، يقول الشاعر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

…”إن الفساد الأخلاقي هو أخطر أنواع الفساد” ، ونسأل الله السلامة في ديننا ودنيانا وآخرتنا .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights