سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
فعاليات وأنشطة النبأمقالات صحفية

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

سعد بن فايز المحيجري

أعدتُ على مسامعي أبيات قصيدة أمير الشعراء في وصف رسولنا الكريم ﷺ وحق له ذلك اللقب حين نمعن تلك المعاني التي سطّرها في خير البشرية جمعاء، وحسبي أن أقف عند الشطر الأول من بيتها الأول وهو يترجم كل المعاني والأوصاف التي أوردها في نبينا الكريم ﷺ ، فهو هدى، وقد وصفه تعالى جل جلاله بذلك في كتابه الكريم، ولك أن تذهب بخيالك أخي القارئ والمستمع لهذه الكلمة، فالهُدى مفردة جاءت في مكانها المناسب بما حوته من معاني اتصف بها رسولنا الكريم، فهو الهادي الذي جاء يهدي البشرية جمعاء على هذه الأرض ، وهو الهُدى نفسه الذي يمشي بين الكائنات، فحين نقرأ فالكائنات ضياءُ لم يدعْ لنا الشاعر وقتًا لنشعر فيه بذاك الوقت الذي يحتاجه الرسول محمد ﷺ لهداية من أراد، فكل من يلامس قلبه الصدق الذي جاء به، والنور الذي يسطع من وجهه، والبرهان الذي يزلزل به الوجدان وأعماق النفس البشرية لتستقر لن يحتاج ذاك الوقت لاستسلامه للدعوة المحمدية، فهي دعوة حق، ودعوة سلام، ودعوة إيمان جاء بها لإخراج الكائنات من غياهب الظلم والظلام، وذاك الهدى غير مقتصر على النفس البشرية وحسب، فالكائنات التي تشارك الإنسان هذا الكون كان لها نصيب من هدى ونور محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فأي هدىً هذا الذي استطاع أن يتغلغل إلى مكامن الأجساد ، وأي هُدىً ذاك الذي لا يترك سعةً حتى تخضع له النفس قبل الجوارح، وليس أدل على ذلك مما نقرأه ونسمعه من قصص إسلام الصحابة حين سمعوه ﷺ، أو حين قابلوه بنور وجهه وبرهان ربه، تلك القلوب التي تشرّبت جلافة الإنسان العربي وصلابة منطقه حين استشعرت النور والهدى الحق فأذعنت له.
وعلى العكس من ذلك فهناك من القلوب والعقول طبع الله عليها فهم لا يؤمنون، وما طالعناه في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة من تطاول أصحاب الأصوات الناعقة- التي أنأى بكتابة أسمائها تشريفًا وتكريمًا لرسولنا الكريم على أن تتضمن سطوري أسماءهم إلى جانب اسمه- على مقام خير البشرية، وهو برهان حق على أن هذه القلوب ليس لها نصيب من الإيمان به، كما وصفها جل وعلا في كتابه.
ولكننا نؤمن أن من رَحِمِ المعاناة يُولد الخير، وهذه التطاولات لن تضر نبينا الكريم ﷺ، ولن تضر الإسلام شيئًا الذي أُريد به ما لم يُرد بغيره من الأديان، ونحن على يقين أن التعرض للرسول وللدين الإسلامي هو اعتراف منهم بالخطر الإسلامي الذي يسري من تحتهم ومن بين أيديهم من حيث يعلمون ولا يعلمون على منظوماتهم بكل مشاربها التي يريدون غزو العالم بها، ولكنّ الإسلام يقف بالمرصاد لهم في وجوههم.
ختامًا.. لن نكون بأفضل من نبينا ورسولنا ﷺ في الرد عليهم لو كان على ظهر الأرض، وهذا ما يؤكده أمير الشعراء في البيت قبل الأخير من القصيدة ذاتها التي افتتحنا بها المقال: وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاء .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights