فرنسا وحرية الشعوب
أحمد بن علي المقبالي
فرنسا بحكومتها الحالية ممثلة في رئيس وزرائها الحالي وكذلك السابقين له، يصوروا لنا بأن باريس هي عاصمة الثقافة والعلم وغيرها من المسميات وأن الجمهورية الفرنسية هي منبر لحريات الشعوب والمدافعة عن المستضعفين وأنها المثال المحتذى به في هذا المجال ولكن لنأخذ الجزائر مثالا على الديمقراطية الفرنسية ومبادئها الإنسانية التي تفتخر بها.
عندما احتلت فرنسا الجزائر في ٥ يوليو عام ١٨٣٠م، أول ما عملت عليه هو طمس الهوية الجزائرية وباشرت من فورها حربا شرسة على المساجد والمدارس القرآنية وأسست أول مدرسة تبشيرية عام ١٨٣٦م.
هل هذا يكفي؟؟؟ طبعا لا يكفي فحرية الشعوب التي تدافع عنها فرنسا تتطلب المزيد فقامت بما يلي:-
– ألغت التعليم باللغة العربية.
– قامت بتغيير المناهج الدراسية.
– العمل فقط للذين يجيدون اللغة الفرنسية.
– جعل اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في الجزائر.
– جعلها اللغة الرسمية (الفرنسية) في الأماكن العامة.
هل يكفي هذا من الحرية الفرنسية ؟؟؟ طبعا لا!!!
– قامت سلطات الاحتلال الفرنسي للجزائر بتحويل المساجد والمراكز التربوية إلى كنائس وثكنات وإسطبلات للخيول.
– تعرضت الكتب والمخطوطات إلى النهب والإتلاف.
– تم مصادرة جميع الكتب النادرة والمخطوطات من المكتبات مثل:-
١- خزانة محمد علي بوهران.
٢- خزانة الأمير عبد القادر.
٣- خزانة الباي بقسنطينة.
٤- خزانات المساجد وغيرها من الأماكن.
٥- قيام المستشرقين والضباط الفرنسيين بجمع المخطوطات والكتب النادرة من المساجد والزوايا وبعض العائلات التي لديها مكتبات أو مخطوطات مهمة.
وفوق هذا عملت فرنسا بأقصى طاقتها بإحداث تغيير ديموغرافي في التركيبة السكانية، فقد سهلت استيطان الأوروبيون والفرنسيون خصوصا مكان الجزائريين فقامت بمصادرة أراضي وبيوت ومحلات ومزارع الجزائريين بدون أي اعتبارات إنسانية أو قانونية.
ولهذا نجد الكثير من سكان المستعمرات الفرنسية قد نسوا لغتهم الأم ويتكلمون الفرنسية مجبرين وكل ذنبهم بأن المدافعة عن حريات التعبير في العالم استعمرتهم!!!!!!!!
كل هذه الأفعال لم يقم بها المسلمون ولا رسولهم صلى الله عليه وسلم ولم يأمر الإسلام بهكذا أفعال بل يعاقب من يرتكب أقل من هذه الممارسات.
إن من ارتكب هذه الأفعال المشينة هو ذاته من يتشدق اليوم بأنه حامي حمى الحريات وأنه يكفل حرية التعبير للجميع.
ولكن هذه هي سياسة فرنسا قديما وحديثا فهي تكفل الحريات التي على مقاسها فقط وليس على مقاس العدل والإنصاف والحق ولا على مقاس الإنسانية.