أُحجية

زهرة زهران الشريانية

حينما يتسلل الحزن إلى القلب
يموت كل شيء
يبرد الإحساس.. ويظلم العمر
تنهار الآمال وتدفنُ الأحلام
لا تجد لنفسك قيمة
كالكتاب على رف ٍ مهمول أمره
لا يُرى إن مر بجانبه أحد
كأن الضباب أُحيط به فأغشاه
فهو موجودٌ غير معلوم
أيُّ أُحجية يضع المحزون فيها نفسه
يصّعِب الحياة ولا يحياها
يُغلّقُ الأبواب ويطفئُ الأنوار
لا يجد سبيلاً للحب.. يفقد أسباب النجاة
يسد مفاتيح الأمل بجبروته على الذات
فلا هو يُحييها ولا يترك لها النجاة
أمره قد هان وضعف
دقات قلبه تتلاشى
هو ليس في الحياة شيء
هو يدّعي أنه لا شيء
صنع لوجوده شرنقة… فأماتت وجوده
هو في الوجود لا موجود
وفي النهاية غير معلوم
الحزن سجنٌ سجّانه النفس
بجبرها تكسر القيود…
“أحياناً يصنع الإنسان لنفسه نهايات قاسية،، لا هو في الحياة موجود،، ولا في الممات معروف… كلنا في النهاية رموز تُكتب في دفتر الحياة،، أيُّنا يجتازها بنجاح يتميز ويصبح معلوم وأمره محمود.. والذي يفشل في النجاة فهو غير معلوم وأمره مذموم، فاختر لذاتك رمزاً معلوماً تنجو به وتحيا”