الأحلام النرجسية
خلفان بن ناصر الرواحي
مررتُ ببستانٍ
وشمَمتُ رائحةً..
عِطريةً ..
نرجسيةً
تُبهجُ النفْسَ..
تُنعشُ الرّوح..
نشوانا
فلاحتْ لي نرجسيّة..
بيضاءُ زهرتها
تزهو برقّتها..
تهفو القلوب..
مِن حُسْنِ منظرها
وتداعبُ نسمات الرّيح..
بتلاتها طربًا
وكأنها العذراء تمشي..
بين أغصانِ حقولنا خجلا
وتمضي تُحرّك الوجدانِ..
وأشجاننا أملا
فتذكرتُ أحلامي..
وما أُخفي.. بمخيّلتي
كنرجسيةٍ كانت..
في بُستاننا غُرستْ
وبالودّ قد نشأتْ
والحلمُ قد زُرِعا
فتناغمتْ روحي
مع أحلامنا تشدو
من حُسْنِ نرجسةٍ
مع حركات زهرتها
مع همسِ نشوتها
وامتلأ الكَون..
بصوتِ نغمتها
تَشْنِفُ الأَسْمَاعِ
بصوتِ أُغْنِيَّةٍ
ووجهها الفتّان..
مِن حُسنِ طلّتهِ
كأنه البدرُ
بالليلة الظلماءِ..
بالضوء قد سطعا
ولقد رأيتُ الحُسن
البديع بورقاتها
عَجباً
وميلان حركتها..
كأنه غزلٌ
بالقلبِ مبتهلٌ
فترقرق الحلمُ عندي
وصار الوصفُ..
مُختلجا
ونظرت لمن حولي..
لعلّ أحلامي ترافقني
لعلها تكلمني
أو تردّ سلامي..
و بنظرةٍ منها
بالعَين ترمقني
فوجدتُ نفسي..
بحُسنِ الزهرِ
مُشتغلا
وبالقرب منهُ..
وقفت منبهرا
وكأنّ الارض..
قد سَكَنَتْ
ولأحلامنا فُرِشَتْ..
مِن الحَرير والديباجِ..
جوانبها نُقِشَتْ
وكأنها زُرِعَتْ..
نرجسٌ .. ريحانٌ
ووردٌ طائفيٌّ.. فوقها نُثِرا
فحينها زانَتْ..
خَفقات قلبي.. بحبّها طربا
وتناغمتْ ذاتي.. بحبٍ نرجسيٍّ
تزهو به روحي..
لأعيش مع نفسي
أعانقُ طيفَ..
الحُلمِ مُفتخرا