عصام بن محمد الصولي
يتداول حكايته وسيرته البسطاء ورقيقي الحال ممن يقطنون في أطراف المدينة وقاعها حيث السكنى العشوائية وافتقار البيوت لأبسط مقومات السلامة والطمأنينة ذلك أن المواد المصنعة او التي شيدت منها تلك البيوت عبارة عن طين لبن واخشاب وحزم من القش.
منازل متشابهة ذات طراز معماري واحد وفقير كأنما أشرف عليها مقاول واحد.
هؤلاء الحرافيش البسطاء قاطني هذه الفيافي لم يتذوقوا نعمة إضاءة منازلهم بالكهرباء أو حتى الاستمتاع بالمياه النظيفة الصحية.
أناس حالهم كهذا فمن باب أولى ألا يتعشموا في التغذية الجيدة أو الرفاهية أو الحياة الكريمة بعيدة المنال.. وبالتالي مقابلة الطبيب ذي الفيزية الباهظة إذا داهمهم مرض أو عارض صحي ماهو إلا ضربا من المستحيل أن لم يكن هو المستحيل بعينه.
إلا أن الدكتور سراج أبشر أشهر أطباء السودان كسر هذه القاعدة واجبر تواضعه وإنسانيته فيزيتة الأطباء أن تنصاع ذليلة وتفقد سطوتها ودلالها على جيوب البسطاء عندما حولها النطاسي البارع إلى أصفار ومنذ خمسين عاما تستقبل عيادة الدكتور الأشهر بحي الموردة العريق بأم درمان السودانية طالبي التداوي والاستشفاء مجانا حتي لقب الدكتور بأبو الفقراء أو طبيب المساكين.
قد لايصدق الكثيرون أن الدكتور أبشر يواصل الليل بالنهار حتى يغادر آخر مريض مع تماس عتمة الليل مع انبلاج ضوء الصباح.
هكذا هو منذ خمسون عاما يعافر في عيادته المتواضعة ويكافح وحده لعلاج أحبابه الفقراء والمعدمين الذين يفدون إليه بالآلاف من شتى بقاع السودان.
ولم يتقيد الدكتور بحدود اختصاصه ولو فعل لكفى وأوفى بل تجاوز ذلك بصرف الدواء وتنويم من يحتاج بعيادته وأحيانا منزله.
أمثال الدكتور أبشر لا تلتفت إليهم الحكومات ولا تدعم مساعيهم الإنسانية الحثيثة وتجربته الثرية يجب أن تدرس وتدرس ولو روجت لها بلاده فلاشك عندي البتة قد تقوده لمنصات جائزة نوبل في الطب أو حتى في المجال الإنساني..
