حمود بن علي الحاتمي
نشأ الشاب مرهون في أسرة فقيرة تعمل في القرية على زراعة بعض المحاصيل الموسمية و تربية النحل.
كان مرهون يلقى معاملة قد يسمها البعض قاسية لكنها تربية تحتمها الظروف المعيشية من والده نجيم وتلك المعاملة دفعته للهجرة والبحث عن عمل في إحدى الوزارات.
عمل مرهون عامل نظافة في بلدية الولاية..
وعاد إلى القرية يحمل البشري لوالديه ويحدثهم عن الراتب و يخطط إلى تحويل البيت الطيني والعريش إلى بيت من الأسمنت والزواج فيه .
وكان نشيطا في عمله وسريع البديهة والفهم
إلتحق بمراكز محو الأمية وواصل تعليمه في سنوات متقطعة حتى وصل إلى شهادة الثانوية العامة وتكلفه البلدية بمهام إشرافية على العمال.
تحسن وضع مرهون المادي وتم تحويل مرهون من عامل إلى موظف بالبلدية فرئيس قسم وعمد إلى أخذ قرض إسكاني تبعه بقرض سكني لتأثيث المنزل وتحت إلحاح الزوجة سيارة دفع رباعي جديدة.
القروض التي أخذها مرهون أعادته إلى المربع الأول ماديا على الرغم من ترقيته وظيفيا وتميزه بين الموظفين في استخدام التقنية.
ويكاد الراتب لا يسد احتياجات البيت مما جعل الأسرة تفكر في مشروع يسندهم وتبدأ الزوجة في الإعلان عن بيع أكلات عمانية تنجح في ذلك ويكبر أبناء مرهون وتزيد متطلباتهم المادية في الجامعات من تغذية وسكن ومع ذلك لا زال مرهون وزوجته متماسكان بالسقف المادي الذي وصلا إليه أملا في تحسن الوضع وحصول ولدهما الأكبر على وظيفة
تخرج مسهر ابن مرهون من الجامعة مهندساً وعمل في إحدى الشركات النفطية.
كان مسهر ينتظر بفارغ الصبر حتى يحصل على وظيفة والانتقال إلى مسقط ولا يريد أن يعرف الناس أنه ابن عامل النظافة مرهون.
وكان له ما أراد خرج دون أن يسأل عن والديه وتزوج من إحدى الولايات واستقر في مسقط
الموظف مرهون عمل إبنه بالشركة النفطية لم يعينه على تحسن وضعه المادي بل إزداد سوءا بالطلبات المادية لابنته التي تدرس في الكلية من مأكل وملبس وإيجار سكن ونقل.
الموظف مرهون لم يدرك أنه قد بلغ في الوظيفة خمسة وثلاثين عاماً.
ومع بداية الأسبوع يصل البريد إلى مدير البلدية وكان أول ملف يقع على عين المدير هو قائمة أسماء الموظفين والعاملين الذين يتطلب منهم الخروج للإجازة منها إلى التقاعد.
يتصدر إسم الموظف مرهون قائمة الأسماء َمصحوباً بخطاب الشكر وقرار الاستغناء عن الخدمات.
يصل القرار للموظف مرهون ويخرج ممتثلا للقرار.
يعود مرهون إلى المنزل مثقلاً بالهموم ، كيف سيوفق في أوضاعه المادية مع ارتفاع الأقساط الشهرية ومتطلبات الأسرة في ظل انخفاض الدخل الشهري بانخفاض الراتب.
يفكر كيف سيبحث عن عمل في ظل أزمة المسرحين عن الأعمال وجائحة كرونا التي ألقت بظلالها على العالم .
يتصل بعضو مجلس الشورى لعله يجد له الحل،
يقترح عليه عضو مجلس الشورى بعض الأعمال لكنه لم ينجح فيها…
إلى أين المصير.. إبن عق والده ، ووظيفتة تخلت عن صاحبها وقالت له شكراً، وبنوك لا يهمها وضعه المادي مشهرة خطاب التهديد إما الدفع المستمر أو تحويل القضية للادعاء العام.
مرهون يبحث عن حل لمشكلته ويستجدي الجميع ويقترح حلولاً منها الإعفاء من القروض السكنية وإعادة جدولة الأقساط الشهرية،
تقوم الدولة بصرف بطاقة متقاعد بها ميزات تقاعدية ومنها التخفيض في المحلات والمستشفيات الخاصة،
اشراكه في أعمال تزيد من دخله
إنشاء جمعية تعاونية ويعمل بها المتقاعدين الذين لديهم ضروف مادية.
مساواة الحقوق في التقاعد كما هو لدى بعض الصناديق التقاعدية التي تجزل العطاء لمتقاعديها من الموظفين عكس صندوق تقاعد الخدمة المدنية الذي يحصل الموظف على نهاية خدمة قليلة لا تتجاوز عدد عشرة رواتب من الراتب الأساسي.
إيجاد ميزات لأبنائه في مؤسسات التعليم العالي ومنها تحمل مصاريف السكن والتغذية.
أولوية تشغيل أحد أبنائه ليكون معيلا للأسرة.
مرهون ينتظر الصباح حتى يضحى وقد حلت جميع مشاكله المادية.
