بقلم: علياء العامرية، وعبير البادية
يقال: الكلام إذا خرج من القلب وقع في القلب، وإذا خرج من اللسان لن يتجاوز الآذان، وهذه حروف صادقة خطتها أنامل رفيقتين جمعهما كتاب.
ر1 الرائعة عبير، أرجو أن تكوني في أتم الصحة والعافية.
إن لقاءنا كان صدفة جميلة، والجمال الذي جمعنا يا رفيقة كان كتاب.
تقول شريفة التوبية: “الكتب كائنات وفية، لا تخون ولا تسيء لك في الخفاء”
ومن جانبي أعترف بأن أصدقاء الكتب هم الأقرب إلى قلبي، أظن بأن التهامهم لحروف الكتب جعل منهم أوفياء وأنقياء، وأنتِ يا عبير وفية بإسراف، فعلتِ الكثير لأجلي، تأخذين من وقتك الثمين لتزرعي في روحي ابتسامة، وتبذلين قصارى جهدك لتتعلمي طريقة برايل لنخترع لغة تخصنا وحدنا، تخص أرواحنا؛ علما بأن قلوبنا تمتلك هي الأخرى لغة الحب الذي نحب، علاقة ترفض القرب والبعد، علاقة لا تستوعب سوى الوسطية الباقية.
عزيزتي عبير لقد كتبت رسالة للتيه وما زلت أنتظر بريدا لن يصل، وها أنا اليوم أعيد كتابة رسالتي الجنونية لك علها تصل إلى روحك.
إن أمواج التيه تجرفني إليها، تسلب روحي، تمضغها وتبسقها، لقد نسيت نفسي وفقدت ذاكرتي المرتبطة بي، من أنا؟
لم أعد أعرفني، فغياهب التيه قد ابتلعتني وأسرتني.
الغالية عبير. وددت أن أختم رسالتي بحروف تليق بجمال روحك ورقة ابتسامتك، لكنني أظن بأنني قاسية معك حد الترف، تقبلي جل اعتذاري
المخلصة علياء
ر2 غاليتي علياء
فإنّي تلوت كتابك وأشكرُ لك ما أطريت، أما عن لقائنا فقد حظيت أنا بنصيب الشرف الأكبر بمعرفتك وإني لممنونة لذلك الكتاب الذي جمعني بك يا صاحبة القلب النقي وأما عن إسرافك في مدحي فهو يخجلني وأجد من نفسي العتاب على تقصيري، على المواعيد الملغية والمؤخرة، على عدم إتقاني لإهداء وقتي لك وأما عن لغة برايل فلا أتصور نفسي أجرؤ أن أعرب عن حبي لك دون أن أتعلمها كما أنها تثير خلال الفضول فيني وأما عن كتابك فإنّي مجيبتك عنهُ بإيجازٍ .
فأنت يا عزيزتي لست وحيدة وإني لسوف أدلك الطريق دائمًا -هل تذكرين حين ارتقيت في مراتب صداقتنا وأصبحت عينيك؟- لن تجرؤ غياهب التيه أن تقترب منك بعد الآن؛ فروحك إلهامي الذي لن أسمح لأي شيء بأن يسلبه مني.
أسألُ اللهَ أن يسرّني بنبوغك ، وأن يجعلَ هذه المسرّةَ دانيةً قريبةً فإنّي أرى فجرك قد بدأتْ تباشرهُ .
وأختمُ بالشّكرِ لكَ مرّة أخرى والسلامُ .
المخلصة عبير
