2024
Adsense
قصص وروايات

شجرة وماء

وفاء المهيري.

أيُّ شُعورٍ ينتابُ الأرض حين يُسترسل مِنها فيض جداول الماء!
أيُّ ثمنٍ تُقدمه، حتى تُخدشُ إحدى يديها بعمق جاعِلةً منه جُرحٌ ينبُع ماءاً، ويسقي مُتسولا عطشانا، وربما طائِرًا، تمايلَ منِ شدةِ الجو بردانا°°

بين الفينة والأخرى، تتصارعُ بذورٌ فيما بينها، تُقمعُ بالفأس على واحةٍ جدباء، صلى أهلها بتضرُع فإذا هي قحاف مطر.
تستغيث بغواصٍ ماهر حتى ينتشلها قبل الغرق، تخرجُ من مِنطقةِ راحتها مُدمِرةً ردائها، مُتيقنةً أنها ستتحر من ماهي فيه، تصبِحُ فتية، تتجاذبها الرياح يَمنةً ويُسرى، تُعانقها بعنفوان،-ولقلة درايتها- لم تجد ما تقوم به غير الوثوقُ بِها ظانةً أنها ديمة ترويها على مهل رُغم عتوٍّها!

مفاجآت الحياة آتية على بغتة، تُسقطها أرضًا كقطع زجاج.       أرادت الشجرة أن تزهو فقط، ولكن واقعها تألم أيضاً
مِن طعناتِ الفُتات المُخلَّفة من بعدها!
فلا عاد بإستطاعتها أن ترنو ولا حتى الزحف بضعَ ملي مترات مُتحِدةً لجمعُ فُتاتِها المرمي!

إذا فقدتَ زمام أمرك أستعد لتكون شجرةً أم ماء!
أو تراقص على حوافِ الأسطح غير مكترثاً بِعلو الطوابق، حتى بحجم الهاوية المنحدِرة أسفلك..
أنت مقودك، أنت قوتك، أنتَ معاناتك وألمك، بيدك خيارك!
تجرأ على أن تسيرَ حافياً لرُبما يوماً ترتدي نِعل الحياةِ حُبآ.

أنتهى

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights