بلا هدف .. إلى متى ؟؟
سندس الضوياني
أعرف جيدا أنني لست الأولى في التحدث عن هذا الموضوع لما له من قيمة وأهمية في حياتنا اليومية .
سأترك قلمي يكتب معبراً عن الأفكار التي تدور في مخيلتي تجاه هذا الموضوع الذي يتصل بحياة الإنسان بصورة وطيدة .
من منطلق أن العالم أصبح قرية صغيرة عن طريق التواصل الاجتماعي نجد أن كل شخص يعرف ما أهم المشاكل التي يواجهها العالم في القرن الواحد والعشرين تحديداً .
سأتحدث عن مشكلة تفاقم أزمة البطالة في سلطنة عُمان لا سيما بين الشباب .
وجب علينا دراسة إحصائيات نسبة الباحثين عن عمل من أجل ازدهار الدولة ومتطلباتها فوجد في آخر إحصائية أن العدد قد وصل إلى خمسة وأربعون وسبع مائة وإحدى عشر ألفاً عماني .
لمَ هذا العدد الهائل من نسبة الباحثين عن عمل ؟ هل هو من الفرد نفسه ؟
أم من القطاعين الحكومي و الخاص ؟
لا يمكننا اللوم والتحديد من هو المسبب أو المتسبب الأساسي لهذه المشكلة التي تزداد كل يوم دون وجود حل لها.
نعود بالذاكرة للماضي قبيل ظهور النفط كان العمانيون يمارسون عدة مهن داخل وخارج السلطنة ، فقد مارسوا عدة مهن منها ، الزراعة فكانت تصدر منتجاتهم للخارج ، و أهتموا بالبناء فالقلاع والحصون شاهدة على فكرهم الهندسي وقوتهم , واهتموا اهتمام بالغ بالصناعة فقد اشتهرت أرضنا الحبيبة بصناعة السفن التي مازالت إلى يومنا هذا تمخر عباب البحار .
ولم يقتصر على الصناعة فقط بل كانت ذا أهمية في مجال التجارة والتواصل مع مختلف الحضارات .
اغتربوا بحثا عن الرزق في مهن متعددة رغم طول المسافات وقلة المواصلات . مما يعطي دلالة على أن هذا الوطن العريق ينتج رجالاً قادرين على الجدِ والاجتهاد وعدم المماطلة في العمل .
من هنا لابد من استغلال طاقاتنا ومواهبنا وإن لم تجد وظيفة عليك السعي في الحصول على وظيفة تناسبك ومؤهلك وقدراتك لكي تبدع فيها . هل مواهبنا كافية لنحصل على وظيفة و نقلل من مشكلة البطالة ؟ أم أن هناك دافع آخر لحل هذه المشكلة ؟
“قادرون على أن يفعلوا كل شيء إنهم يثقون بأنفسهم “
عندما تجتمع الموهبة مع الطاقة الإيجابية والسعي والثقة بالنفس ستحصل على وظيفة حتى لو كانت بداية مشروع صغير تبدأ فيه بنفسك سيتطور بإذن لله إذا كنت دائماً تريد أن يحصل ذلك .
يجب عليك معرفة أن الوظائف تحتاج إلى سعي دائم علاوة على ذلك ثقتك بنفسك
الموهبة منحة إلهية رائعة ، و لكن كيف نكتشفها و نعثر عليها ؟
كثير ما تكون الظروف أصعب من قدراتنا على رؤية إمكانياتنا المخبئة وقدراتنا المدفونة بداخلنا ولكن من المستحيل أن يكون أحدنا خالياً من الموهبة مهما كانت
الحياة دوامة هائلة من التجارب التي يجب أن نخوضها ولكن على الأقل فلتكن هذه التجارب التي سنخوضها في شيء نحبه ونطمح لتحقيقه .
النجاح ليس أن لا يكون لديك سلبيات ، النجاح هو أن تركز على إيجابياتك وأن تجعل نقاط القوة لديك أكبر.
فهنالك نوعان أساسيان يمكن التمييز بينهما : الأشخاص الذين وجدوا كل شيء مصفوف أمامهم وطريق النجاح بين أعينهم والآخرون الذين عاشوا العديد من التجارب وفشلوا مرة تلو الأخرى وبطرق محرجة في كثير من الأحيان قبل أن يتمكنوا من كسر نمط الفشل وتحقيق نجاحات كبرى .
وأضرب مثالاً على ذلك في سلطنة عمان شابة عمانية طموحة حققت الكثير من النجاحات لنفسها أولاً ولم يقتصر ذلك لها فقط بل كانت هذه النجاحات لها وللبلد أجمع ، بدأت مشوار حياتها كموظفة تسويق في شركة ولكنها لم تقتنع بهذه الوظيفة بسبب طموحها وهمتها العالية ، فقررت الدخول إلى عالم الأعمال الخاصة فأسست أول مشروع خاص لها وهي شركة سياحية ، و لم يتوقف نجاحها بهذا المجال بل انتقلت إلى التراث العماني فقامت بتأسيس شركة أخرى لابتكار أشكال جديدة للتحف والديكور والإكسسوارات التي أخذت تصاميمها من التراث العماني العريق.
الشباب العماني طموح جداً فتجربة طالب عماني عندما طرد من أحد الجامعات بسبب نقص المواد لديه ، لكنه لم ييأس قط بل أكمل مشوار حياته بفكرة أصبح الآن من أهم المقاولين في السلطنة ، و لكن ليس بالأمر اليسير فقد واجه عدة صعوبات من أهمها المبلغ المادي ، فقد سعى لتجميع هذا المبلغ بشتى الطرق ، وقد عمل على بحث وظيفة ، فكلما وجد وظيفة لم يتردد في قبولها حتى ولو براتب بسيط ، وقد عمل في عدة شركات إلى أن جمع هذا المبلغ .
كان شريكاً مع أحد زملائه إلا أن عمله قد توسع فاستقل بذاته ، ولا ننسى أهم صعوبة هي الإحباط من قبل الأهل والأصدقاء ثم من الخارج ، لكنه لم ييأس فخصص وقتاً للجلوس مع الأشخاص الناجحين ليتمكن من الوصول إلى أحلامه وطموحاته.
في ظل التسارع التكنلوجي الهائل أصبح الشباب يرغبون في وظائف مرموقة التي تتقاضى رواتب عالية وترك الوظائف التي تتقاضى رواتب قليلة ، مما يؤدي إلى تفاقم أعداد الباحثين عن عمل.
إلى متى سيستمر هذا الوضع ؟ إلى متى نبقى عاطلين عن العمل ؟ إلى متى نخفي قدراتنا ؟ هل من الممكن أن تنتظر الوظيفة تأتي إليك دون السعي لها.
” استمر بالسعي لتحصل على الوظيفة التي تناسبك “
قال تعالى : ” فامشوا في مناكبها و كلو من رزقه وإله النشور ” صدق الله العظيم
فالله سبحانه وتعالى يحثنا على أن نكون إيجابيين في حياتنا وأن نستمتع بالجد والاجتهاد وعدم المماطلة بالعمل.
وفي نهاية الموضوع لا أستطيع القول بأنني قد وفيت الموضوع حقاً ولكن في المقابل أتمنى أن أكون قد لامست كلماتي مسامعكم وأفكاري قلوبكم.