التنمر
بدرية السيابية
انتشرت ظاهرة التنمر على مستويات مختلفة والتنمر له أشكال وأنواع متنوعة وانتشرت بكثرة بين طلاب المدارس خاصة وبشكل كبير، والتنمر ينتج عنه الأذى الجسدي والمعنوية،وله آثار وجوانب سلبية تعود على الضحية أو الفرد، وبالتالي تؤثر في المجتمع، وهي من السلوكيات الخاطئة التي يعاني منها الكثير، والبعض يظل صامتاً أو الخوف من مواجهة العنف الذي يتعرض له من قبل زملائه أو أحد أعدائه ويكون الخوف كداء مسيطر على حياته.
فالتنمر يكون لفظي بحيث يقول المتنمر ألفاظ مهينة للشخص الآخر، أو مناداته بأسماء لا يحبذها الشخص ولا يحبها فتهين كرامته بين الناس وكذلك السخرية الغير مرغوب فيها، فتجد الطالب يستحي أو لا يخرج مع زملائه أثناء الفسحة، ويفضل الإنعزال بعيدا عن بقية الطلاب ، وعدم الجلوس معهم لما للتنمر من أثر نفسي سيئ عليه.
وكذلك التعرض للتنمر عن طريق الضرب واهانته وايذائه في جسده ودفعه بقوة أمام الطلاب، ويكون موقف محرج بالنسبة له كما أن بعض الطلاب يعمل على دفع الآخرين إلى عزل صحبته بعدم مصادقته أو التعرف إليه فيكون منبوذاً بين زملائه وبذلك يكون الطالب بحاجة إلى من يكون معه لذلك لابد من وقف أو الحد من هذه الظاهرة السلبية فهي تعود بآثار غير مرغوب بها على الفرد والمجتمع ويجب الوقف عندها.
لذلك لابد من توافر التربية الصالحة والوازع الديني وتقوية العقيدة لدى الجميع منذ الصغر، وزرع الأخلاق الحميدة والحسنة في قلوب الأطفال حتى يكبر معهم حب التسامح والمحبة والتعاون، وتعزيز الثقة بالنفس وبناء علاقات صداقة بينهم، وحثهم لحب الخير مع جميع من حولهم منذ الصغر كما يجب متابعة سلوكيات الأبناء المختلفة وفي سن مبكرة، ومراقبة كيفية استخدام الأبناء للإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، والحذر من أي علامات غير عادية تلاحظ على الأبناء.
في الحقيقة أصبحت الآن الأخبار التي نسمعها عن بعض الحقائق التي تحدث، في الواقع هي مخيفة ويجب الحذر منها، فتجد من بعض الطلاب من يستخدم هاتفه أثناء تجواله في ساحة المدرسة لربما بدون علم من الأهل ولا أقول إنه التقصير من إدارة المدرسة، بل بالعكس الكل يبحث عن حلول وطرق للوقاية من إنتشار هذه الظاهرة قدر المستطاع والمراقبة مطلوبة في كل وقت وخاصة من تخصص أو من تعود على تلك الحوادث الغير مرغوب فيها ولا يقتصر الكلام على الأولاد فقط حتى بعض البنات أصبحن يمارسن الانعزال في أماكن وممارسة بعض العادات السيئة كالتخطيط على هجوم على زميلة لهن أو الإنتقام منها وكذلك وضع مساحيق التجميل في حقيبة المدرسية بدون علم ولي الأمر و بعد الإنتهاء من الدوام الرسمي توضع المساحيق والتقاط الصور معا بدون مراقبة تذكر.
ولا ننسى دور المرشد الإجتماعي مع تعزيز أهمية التواصل مع المرشد في حالة التعرض لأي من أشكال العنف، والاستماع إلى المعلمين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين، والحرص على اللقاءات الدورية، ووضع حلول سلمية للوقاية من هؤلاء المتنمرين حتى لا تصبح لدينا مشكلة مغلقة كدائرة قد يصعب الخروج منها فيما بعد، ويجب مراقبة الأبناء من حيث سلوكياتهم ومن هم أصدقائهم والانتباه على الأبناء سواء اولاد أو بنات ، والجلوس معهم واحتوائهم منذ الصغر وتعليمهم بكل ما هو نافع لهم فهم مستقبل هذا الوطن
ونسأل الله السلامة والعافية لنا ولهم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر