البار بوالده
حمد الحمراشدي
قابلته وأنا في مقر عملي حضر لشأن يخصه، وحين رآني جاء مسرعاً ولم يكن يتوقع لقائه بي كما قال، وهو شاب خلوق ومحترم ويستحق كل الإحترام .
عرفته وكان يعمل في مؤسسة لبيع المركبات، عندما كنت ذاهباً لشراء مركبة، وكان شاباً حريصاً على عمله مخلصاً في الشرح مسهباً في التوضيح معطياً للرأي، وقررت الشراء منذ خمس سنوات خلت إلا قليل، ولم نلتق من يومها بالرغم أنا مسافة عشرة كيلومترات تفصلني في الولاية.
وتذكرته ودار بيننا حديثاً مثرياً، وأطلعني على أنه ترك عمله وتفرغ للعناية بوالده الذي أصيب بجلطة وأصبح طريح الفراش وبحاجة إلى الرعاية والعناية الخاصة المستمرة .
قال حاولت أن أبقى في العمل فترة الصباح فقط والمساء أكون مع والدي وبنصف راتب إلا أنني لم أفلح معهم، مع إقرار المؤسسة بحاجتها لخبرتي وجهدي ففضلت أن أترك العمل، ونعتمد الآن على دخل بسيط لكنه كافي مقابل أن أكون مع والدي وهو بحاجه الي.
هو شاب مثالي وبار ة، ولقد زاد إحترامي له لهذا البر، مقابل حالات أخرى تخلت عن والديها، هنا فواصل عدة بين حالة إيجابية في البر بالوالدين وبين حالات أخرى مغايرة…
اترك فواصل الحال للقارئ الكريم