غرس المبادئ
حمد سعيد المجرفي
بطقوس فصل الشتاء ، صقيع، ورشفات محملة بالبرد ، ذعذاع نسائم رطبة وعليلة، ونفحات هواء تفوع منه روائح الورد، وبصباح جميل يزداد إشراق.. تشرق الشمس بأشعة ذهبية، فتزدان الحياة، وتزقزق العصافير ، وتغرد الطيور ،وتسبح باسرابها محلقة تبحث عن الحرية، لتتراقص الأغصان، وتحرك أعوادها الرياح ملاطفه تلك الأوراق، مبعثرة نداؤها بقطرات تتساقط على الارض فتبللها .
يصحو العالم من غفوة سبات اليل للبحث عن قوت يومه فرحين بيوم جديد ، تتجدد بِنَا الاماني والأحلام،
تفوح رائحة اللبن وفنجان القهوة يكون له نصيب كافى من التداول ، فما بين مرارة فنجان القهوة وكوب الشاي يكون للسكر دور حاضر .
هنا يأتي دور الأب ليقبل رأس والديه أمام ابناؤه، لترسخ تلك القبلة وتبقي عالقة فى ذهن الأبناء، لتأتي بثمارها بعد مرور الأيام وتعاقب ذلك الوقت بمشيب الأب حين يصبح كهلاً في السن ، فتلك هى المبادئ والقيم التي يتربى عليها المجتمع، ولنرسخ ثقافتها فى الأجيال القادمة، ناهيك عن صناعته، متى ما قام بها الأب يعلم تمام العلم أنها تخلد لخير خلف ، حاله كحال من عود نفسه على أخذ الكتاب، وأعتاد على القراءة أمام أبناؤه، فيغرس بداخلهم حب القراءة منذ نعومة أظافرهم، وسنجدهم قد اتخذوا القدوة الحسنة لمن سبقهم ويصبحو أشد حرصاً على القراءة، لإن هناك اباً غرس فى داخلهم حباً للقراءة، كذلك الحال فى من يكنس الطريق أو عامل النظافة الذي يحرص دائماً على إبقاء المكان نظيفاً ، فَلَو غرسنا ذلك المبداء فى نفوس النشىء ، وأصبحنا نلقي القمامة في أماكنها المخصصة ، فإننا نضع بصمة فى جيل قادم سيتبعون ذلك المنهج التربوي الذي تربت عليه تلك الأيادي ، وصنعت كل جميل لتأتي بغرسها فتجنى الثمار .
لنعلم بأنه تقع على عاتقنا المسئولية فى التربية، وعلينا أن نحسن للمسئولية، فى ترسيخ المبادئ وغرس القيم .