أمي جنتي
بدرية السيابية
يقول الله في كتابه الكريم “وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا “
ما أعظمها من آية تحمل معاني طيبة بين حروفها وهل هناك أعظم من طاعة الله وطاعة الوالدين فهم نعمة من عند الله تعالى ولهم مكانة خاصة، وتم ذكر ذلك في كتابه العزيز، إن طاعة الوالدين واجبة لما فيه من حب وتراحم وتعاطف وخاصة الأم فهي كما نقول عنها أساس كل أسرة وجودها يوحى
أمان وطمأنينة، فسبحان الله خلقها رب العباد وهي تحمل في قلبها الرحمة والرأفة.
فالأم منبع الحنان والتآلف والمودة وتبني جيل صاعد لمستقبل واعد يعتمد عليه في كثير من المسؤوليات الواجب تنفيذها ليخدم نفسه والمجتمع فلولا الأم الصالحة لما اصلحت أبناءها ورسخت وغرست كل الصفات الحميدة فيهم “الجنة تحت أقدام الأمهات “
وفي الحقيقة أصبحت هناك حالات اسمع عنها وشاهدتها وللأسف الشديد لمن لا يعرف قيمة الأم والأب، وهناك فئة من الناس لا يقدرون قيمة نعمة الوالدين في الحياة فتجد من أقبل على حياته الجديدة والإرتباط بزوجة دخلت حياته وأنعم الله عليه بالسعادة والراحة والحب والفرح، ولكن في نفس الوقت لا يجوز له أن بنسى من تعب عليه واخلص في تربيته، فعليه أن يعيش حياته بتوازن وليس بتشتت بينهم فهو من يقرر الصواب وهو من يعرف قيمة كل من دخل حياته فليجعل كفة الميزان عادلة ليكتب مع ربه من المحسنين والعادلين.
الحمد الله نعيش على أرض السلام والأمان ولا توجد لدينا سوى دار واحدة تضم من تخلى عنهم فلذات اكبادهم أو أقاربهم والحمد لله على حال ولكن كل من تخلى عن هؤلاء أين الرحمة في قلوبهم? أين الخوف من ربهم ?ايعقل ذلك !
فحقا لا أستوعب كل ما نسمعه ونشاهده من حكايات مؤلمة فتجد من يرمى والدته على عتبة مسجد أو مستشفى أو دار
أو حتى بشارع !انتزعت الرحمة من قلوبهم ! لذلك يكون الإهتمام نابعاً من القلب، هم أمانة فلصونهم ونحافظ عليهم ونعاملهم بالتي هي أحسن حتى نجد من يحسن علينا عندما نكبر.
فكما “تدين تدان”، والإهتمام لايكون فقط بالكلام وإنما الأفعال هي من تؤكد صدق الكلام والمشاعر.
الأم شعلة تنير قلوبنا بوجودها بيننا بلمساتها وحنانها الكبير فهي عالم جميل نعيش فيه ونتعايش عليه لنتعلم معنى الحب والتضحية، اللهم بارك في عمر أمي وامهاتكم وأرحم أمهات من غادرت ارواحهن للخالق لتسكن بسلام واطمئنان.