اسميتُها طُهر…
فاطمة الشريقية
أهلًا أيتها الحَياة ، إليكِ أرفع خَمسي
تَحية لكِ وكُرهًا ، ولم يَكن عليكِ السّلام أبدًا
أمّا بعد ، تِسعة أشهر وأُمّي انتظارها غَفير ،
لتحملني بيديها الطّاهرتين ،
وَلتَضمني على صدرها بحبًّ غَزير ،
وَلتُسميني -طُهُر-
كُنت بداخلها أَمكث ، أَتنفس هواءَها
أَتقاسم معها طعامها وشرابها، أثقلتها ،
سَلبت منها صحتها ، نَقص دمها ،
أصيبت بالسّكري ، أَقلقتُها ،
تَناولت ما لم تَكن تُحبه من أجلي .
أيّتها الحَياة ، أُمّي تَعاركت معكِ
من أجلي ، لأُولد أنا عليك ِ، لأكون
شيئًا عَظيم .
أُمّي الحَبيبة أسرفت
في حُبّي ، وبغتةً حين أَتت الفُرصة
لتراني بعد شوقٍ وَفير ، قُمتِ أنتِ
بانتزاعها منّي ، لأعيش أنا بعدها
بحليبٍ اصطناعيّ ، ومع أبٍّ يتزوج
غيرها لتعتني بي جَبرًا دون أن
تُعطيني الحَنان ، لأكون ضحيةً
على عاتقكِ ! أَيتها الحَياة هل لكِ
بأن تُخبري أُمّي أنني على ما يُرام
كَي لا تقلق عَليي ،
سَأعتبرها حَسنةٌ لكِ بالرغم من
سيئاتك الوارفة ! هَل تَعِي
ماذا يعني أن يُولد الطفل دون أُمّ؟