عُمان في عيدها الـ (49) المجيد
أحمد بن سالم الفلاحي
تنجز السلطنة (49) عاما من نهضتها المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وأمده بالصحة والعافية والعمر المديد، وهو عمر زمني يقترب كثيرا من نصف قرن من الزمان، بذل فيه العمانيون – بقيادة جلالته – الجهود الخيرة الحثيثة، إيمانا منهم؛ ومن قيادتهم بضرورة بناء هذا الوطن العزيز على أحسن ما يكون البناء، وبضرورة بذل الغالي والنفيس للوصول به إلى الغايات السامية من التطوير، ولو أن الأوطان ليس لها غايات مطلقة، وإنما غاياتها مفتوحة على الجهات الأربع، فكلما أنجز أبناؤها مستوى مقدرا من الإنجاز تطالبهم الأوطان ببذل جهود أكبر لتحقيق غايات أكبر، وأكثر، وأسما، وهذا ديدن الأوطان في بقائها واستمرارها وصمودها وتألقها، فالأوطان أبدا تراهن على سواعد أبنائها وتفانيهم، وتعاطيهم مع الأحداث الكبار في أوطانهم، ومن هنا تتعزز الأوطان وتسمو، وتشرق وتزهو، وتكتب على صفحات التاريخ أحرفا من نور الإنجاز والتحقق.
إن البنى الأساسية المتحققة على امتداد الرقعة العمانية شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وبهذه الشمولية في تحقيق الرغبة والاكتفاء، ما كان لها أن تكون لولا الجهود المخلصة من أبناء عمان الأفياء، الذين شكلوا مع قيادتهم الحكيمة تعاونا غير منكور، ولبنات متراصة من البذل، والتكاتف، والتضحية، وبتناغم جميل، وتكامل شديد الترابط، ومن هنا تأتي الإشادات السامية في كثير من المناسبات لهذه الصورة الجميلة لهذا الشعب رجالا ونساء على حد سواء، كل على قدر استطاعته، وعلى قدر المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقه مدنيا كان أو عسكريا، الجميع جنود مسخرون لخدمة عمان ومن يعيش على كل شبر فيها.
ليس هنا مجال للمقارنات في الدور الذي تقوم به مختلف البنى الأساسية في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين على حد سواء، الفارق جد شاسع، ويتجاوز الحسابات المادية المطلقة، سواء في التعليم، أو الصحة، أو الطرق، أو الخدمات الاجتماعية، أو الخدمات الأخرى الداعمة والمساندة؛ لمختلف البنى الأساسية منها والثانوية، فالأرقام جد كبيرة، ولها دلالاته التنموية، ومؤشراتها الاقتصادية الاجتماعية على حد سواء، والنمو الذي تشهده هذه البنى الأساسية كلها ليعبر بصدق عن مستوى التطور والتقدم في مجالاتها المختلفة، ولذلك تظل هذه البنى تحد مستمر لواضعي برامج التنمية في السلطنة في كل خطة تنموية، فوق ما يمر بها الوطن من ظروف اقتصادية وطبيعية تكون خارجة عن الإرادة البشرية، ولكن مع ذلك كله، وبفضل من الله كبير، لا تزال هذه البنى صامدة، ومتطورة، ومتقدمة، وتؤتي أكلها كل حين بفضل الله، وبتدبير قيادة حكيمة تضع المواطن والمقيم من أبناء عمان في سلم أولوياتها القصوى، لليقين الموجود أن الجميع يساهم في عجلة التنمية، والجميع يدرك الدور المنوط عليه في هذا الجانب، والجميع يشكل مع القيادة يد داعمة، ومساندة، ومعززة للدور في مختلف المواقع والأدوار.
أن السلطنة بقيادتها الواعية؛ وهي تنجز هذا العمر التنموي من نهضتها المباركة، فهي تدرك، وبلا شك، مدى حجم هذا العمر والتحديات التي يفرضها على مسارات برامج التنمية التي يجب أن تكون دائما محققة للطموحات والآمال التي يرى فيها أبناء عمان تحقيقا لما يتوقعونه، وهذا يفرض على الجميع أن يكونوا أكثر تكاتفا، وأكثر تعاونا، وأكثر تآزرا، وأكثر تضحية، فالأوطان تظل دائما تراهن على إخلاص أبنائها وتفانيهم في خدمتها، وليس بأقل من ذلك أبدا، فالأوطان وجدت لتبقى وتستمر، وتعلو وتزدهر، فهي امتداد للبقاء والحياة.