السبت: 14 يونيو 2025م - العدد رقم 2581
Adsense
قصص وروايات

مذكرات الولد الشقي .. الفصل التاسع والفصل العاشر

  فايل المطاعني

الفصل التاسع

“أزمة في امتحان العلوم!”

ليست كل المعارك بالسيوف… بعضُها يكون بورقة وقلم ومراقب عبوس. هذه قصة أول مواجهة بيني وبين امتحان العلوم، أو كما أحب أن أُسميها: “الضربة القاضية من الفصل الرابع!

في الليلة السابقة للامتحان، كنت مصممًا أن أذاكر بتركيز غير مسبوق…

لكن التركيز كان لديه خطط أخرى!

بين العشاء، والمسلسل، و”بس آخذ لي كاسة شاي”، وجدت نفسي أنام وكأني داخل حلم تعليمي!

في الصباح، استيقظت على صوت أمي تصرخ كمن اكتشف كنزًا:

ـ “قوم بسرررعة! اليوم امتحان العلوم!”

نهضتُ بفزع، وأنا أتمتم:

ـ “علوم؟ أنا كنت أحلم إني بلعب كورة مع الكائنات المجهرية…”

وصلت المدرسة وأنا أحمل دفتر العلوم كأنني أحمل قنبلة موقوتة.

قابلت سيف، صديقي ونصفي الكوميدي، فسألته:

ـ “ذاكرت؟”

قال وهو يتثاوب:

ـ “ذاكرت بالنظر… نظرت للكتاب وسكّرت!”

داخل قاعة الامتحان… الكارثة تبدأ

السؤال الأول:

“اذكر أنواع الصخور.”

أنا؟ أنواع الصخور؟!

أذكر فقط الصخور اللي ضربتني بها أمي لما رسبت في الرياضيات.

كتبت:

“الصخور نوعان: صخور مؤلمة وصخور مؤلمة أكثر. الأولى تُرمى على الرأس، والثانية في الدرجات.”

السؤال الثاني:

“ارسم الجهاز التنفسي.”

استحضرت موهبتي العظيمة في الرسم، فرسمت كائناً يشبه أخطبوطاً غريبًا،

ثم كتبت تحته:

“هذا رسم تعبيري… استشعروا التنفس!”

بعد الامتحان، خرجت من اللجنة وكأنني كنت في معركة طاحنة،

وإذا بالمعلم يسألني:

ـ “كيف الامتحان يا فايل؟”

قلت له بثقة وهمية:

ـ “علمياً؟ كان زلزالًا!”

الشقي لا ينهزم… فقط يتظاهر بالانتصار

عدت إلى البيت، وقلت لأمي بكل حماس:

ـ “الامتحان كان سهل جدًا!”

قالت بابتسامة مشكوك فيها:

ـ “أكيد يا بطل، شفنا رسوماتك على الحيطان من يومين!”

ضحكت وقلت:

ـ “المهم إن الجهاز التنفسي تنفس… وأنا كمان نجوت!”

 

الفصل العاشر ..

رحلة مدرسية وعلبة التونة المشؤومة!

في قاموسي الخاص، الرحلة المدرسية لا تعني التعليم والترفيه… بل معناها الحقيقي هو: حرية مشروطة، وضحك غير محدود، ومغامرة تبدأ من لحظة ركوب الباص، ولا تنتهي حتى تُفقد فردة حذاء أحدنا!

بدأ كل شيء حين وزع المعلم أوراق الموافقة على رحلة إلى “مزرعة الريم التعليمية”.

وقّعت أمي الورقة وهي تبتسم، لكنها قالت بتحذير:

ـ “بس لا تعمل مقالب مثل آخر مرة، ولا ترش زملاءك بعصير التمر!”

هززت رأسي بريئًا:

ـ “أنا؟! أنا إنسان مسؤول يا أمي… حتى علبة التونة كتبت عليها اسمي!”

وفي صباح الرحلة، وصلت المدرسة بحماسة لم أشعر بها من قبل… حتى أمي أعطتني سندويتشات لدرجة أن حقيبتي صارت تصدر أصواتًا!

قال لي سيف وهو يحمل بطاطسًا أكبر من رأسه:

ـ “فايل… هذي مش رحلة، هذي نزهة نجاة!”

ركوب الباص… بداية الانفجار

ركبنا الباص وبدأ الغناء والصراخ، والمدرّس يجلس في المقدمة يحاول أن يقنع نفسه أن كل شيء تحت السيطرة.

أنا وسيف جلسنا في الخلف، حيث تحدث الأشياء “الخطيرة”.

أخرجت علبة التونة، فتشمم سيف الرائحة وقال:

ـ “يا رجل! أنت جاي تنبّه الحيوانات ولا تغذيهم؟”

ضحكتُ وفتحتها على أمل الافتخار… لكنها فتحت فجأة برشة زيت أصابت وجه خالد، زميلنا الهادئ، الذي كان يقرأ كتيب “متعة التعلم في الطبيعة”.

نظر إليّ بنظرة تقول: “لقد دمرت مستقبلي العلمي بزيت التونة!”

في المزرعة… كارثة البطة المطاردة

دخلنا المزرعة، والمدرّب بدأ يشرح لنا عن الأبقار والدجاج، وفجأة ظهرت بطة سمينة، وبدأ سيف يقلد صوتها!

البطة شعرت بالإهانة، وقررت الانتقام.

جرت وراء سيف، وسيف جرى، وأنا أضحك حتى سقطت، ثم… لحقتني أنا أيضًا!

ركضنا والبطة تركض وراءنا، والمعلم يصرخ:

ـ “لا تركضوا! لا تركضوا!”

وأنا أصرخ:

ـ “قلها للبطة يا أستاذ!!”

: رحلة لا تُنسى… وعلبة تونة لا تُغتفر

في طريق العودة، جلسنا في الباص ونحن نصف نائمين، نصف ضاحكين.

خالد لا يزال يمسح وجهه من أثر التونة، وسيف يعرض عليّ صور البطة المطاردة.

أما أنا… فقد رميت علبة التونة الفارغة خارج الحقيبة، وقلت:

ـ “هذه كانت آخر مرة آخذ تونة في رحلة… المرة الجاية نكتفي بالكعك والماء!”

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights