2025
Adsense
الخواطر

نظرة المجتمع للمطلقة

عصماء بنت محمد الكحالية

المُطلقة، الضلع الحسّاس بالمجتمع. تحملي” ثمّ ” تحملي”، هكذا كان لسان المجتمع!

فماذا بعد التحمل؟!

للأسف مجتمعنا يُحمّل المطلقة كل الأعباء وكأن الطلاق كان بسببها فقط!  المرأة المطلقة ليست معيوبة، وبالتأكيد خاضت حروباً وصراعات نفسية ومجتمعية لا يعلم عنها أحد، فكم من النساء تحمّلن الإهانة والذل والضرب خوفاً من كلمة (مطلقة)، وكم من فتاة لم تتزوج بسبب أن أمها مطلقة، كم من نساء بائسات في مجتمعات ظالمة تحرم ما أحله الله، وتخوض في أعراض القوارير بكل سهولة. تلك المرأة التي كرمها الإسلام وصانها وحفظ لها حقوقها قبل الزواج وبعد الطلاق، فكم من امرأة في مجتمعنا تعاني بسبب نظرة المجتمع لها كمطلقة! ربما تتعرض لسوء الفهم والإهانة وطعن في أخلاقها ودينها، لا لسبب وإنما لأنها قررت أن تعيش، وكم من فتاة أُجبرت قسرًا على أن تتزوج من رجل لا يناسب تطلعاتها؛ لأنها وبكل بساطة ” تريد أن ينسى المجتمع أنها مطلقة، وكم من فتاة وجدت نفسها مضطرة إلى العيش مع زوج ظالم وقامع متجبر خشية من أن يحلق بها وصف “مطلقة” فلا يغادرها “العار” إلى الأبد؟!
فإلى أين يا ترى…؟!
إلى متى ينظر إلى المرأة المطلقة بأنها عار على المجتمع؟!

إن المرأة المطلقة ليست عار على المجتمع؛ بل تفكير المجتمع الذكوري هو العار بحد ذاته؛ فالطلاق ليس عيباً، والطلاق شرّعه الله ووضعه ليكون حلاً، وفك أسر، وحياة لقلب بعد موت المشاعر؛ بل هو قفزة من مستنقع زواج فاشل. الطلاق لا يعني أنّ المرأة ناقصة، وبقاؤها بدون زوج لا يعني أنها تافهة وبدون هدف، وإن كان الناس يظنون أن المطلقة لا ساحة لها سوى غرفتها، وأن الطلاق قيداً يحد من حريتها؛ لما كان الله عز جلاله أسماه تسريحاً، فالطلاق فأساً يكسر به الإنسان معاناته الزوجية. يقول تعالى في سورة البقرة، آية: 229: {الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ…}.

لذا يجب على المجتمع النظر في حال المرأة المطلقة قبل الحكم عليها؛ والمجتمع الذكوري هو الذي يجب أن يتغير وليست المرأة المطلقة. يجب أن ندعم النساء ونقف بجانبهن، ونحترم حقوقهن وكرامتهن؛ فالمرأة المطلقة ليست ناقصة، بل هي قوية وشجاعة لأنها اختارت أن تعيش حياة تستحقها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights