الحادي عشر من يناير .. ذكرى تولّي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في عمان
درويش بن سالم الكيومي
إن مسيرة جلالة السلطان هيثم بن طارق -أيّده الله- حافلة بالإنجازات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتنموية، ويُعتبر جلالته هو السلطان الرابع عشر من سلاطين الدولة البوسعيدية. تولى مقاليد الحكم في عُمان ورئاسة مجلس الوزاء، خلفاً لابن عمه السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- بموجب الوصية، وتمت مبايعته من قبل الأسرة الحاكمة الكريمة في 10/يناير/2020م، وسوف يكمل جلالته المسيرة العمانية التي تسير على النهج الثابت منذ بزوغ النهضة المباركة في عام 1970، والتي أرسى دعائمها جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه.
وها هي المسيرة تتجدد مع اليوم الخالد الذي تولّى فيه جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في عمان الحضارة والثراث والثقافة. يومٌ يؤكد لنا مواصلة الجهد والعطاء والتضحية لعمان الغالية، وهي تكمل على امتداد هذه الأرض الطيبة التي دعى لها سيد البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: “رحم الله أهل الغبيراء، آمنوا بي ولم يروني”. دُعاء نعتز ونفتخر به نحن العمانيين.
إن مرحلة البناء تظافرت بها الجهود وشملت أطرافها التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية وغيرها من الأنشطة والجوانب التنموية في السلطنة، فخلال الأعوام الماضية انتعشت معها تجربة التنمية الاقتصادية التي يفاخر بها المواطن العماني.
عماننا الحبيبة ازدهرت منذ بداية النهضة وحتى يومنا الحاضر، وما تزال بها عجلة التنمية والخدمات مستمرة، وقد شملت كل شبر من أرض عمان الطيبة، حيث وصلت شبكة الطرق إلى الجبل والسهل والمدينة والصحراء، حتى أصبحت عماننا وكأنها بيت وأحد، بفضل صاحب اليد البيضاء الذي أضاف نقلةً نوعية للسطنة، رغم الأيام العصيبة التي مرت على عمان وغيرها من الدول العربية. واستطاع جلالة السلطان أن يتصدى لكل الأزمات والظروف التي كانت تقف عقبة في طريقه، حيث سعى جاهداً إلى عودة النشاط الاقتصادي وجلب الاستثمار الخارجي وتذليل الصعاب أمام الدَّين العام، كل ذلك لم يأتِ من فراغ، وإنما من جهد ومشقة وعناء وعمل يومي مخلص من جلالته أيّده الله. وقد تم إنشاء صندوق الحماية الاجتماية ليستفيد منه المواطنون من كبار السن وربّات البيوت والأرامل والمطلقات والأطفال والأيتام وذوي الإعاقة.
نسأل الله عز وجل أن يجعل كل مكرمات جلالة السطان في ميزان حسناته، فهو القائد والأب، رجل المواقف الحسنة، وقريب إلى كل الدول العربية والإسلامية والأوربية.
وها هو ذا اليوم جلالة السلطان أعزه الله وأبقاه، يقود مسيرة عمان بخطىً ثابتة، وبنظرة ثاقبة للمستقبل البعيد، يتطلع إلى مواصلة التنمية الشاملة في كافة أرجاء عمان، وقد كرّس جهده وعطاءه منذ توليه مقاليد الحكم، وكان خطاب جلالته أيده الله واضح جداً وصريح وشامل من أجل بذل مزيد من العطاء والتعمير والازدهار لخدمة هذا الوطن الغالي وأبناءه الأوفياء.
نسال الله عز وجل أن يؤيد جلالته في المسيرة العمانية، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على هذا الوطن الغالي عمان، تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.
وكل عام وانتم بخير.