حب الوطن في عهد السلطان : ولاء يتجدد وعطاء لا ينضب
غزلان بنت علي البلوشية
في كل أمة، تأتي لحظات تاريخية تشكل نقطة تحول عميقة في مسيرتها، وفي عُمان، كان 11 يناير موعداً لا يُنسى، يوم تولى فيه جلالة السلطان مقاليد الحكم، ليبدأ عهد جديد من النهضة والازدهار، هذا اليوم يمثل ولادة جديدة لقيم العمل، الإخلاص، والولاء الوطني.
إن حب الوطن ليس مجرد شعور يتردد في القلوب، بل نبض حياة يظهر في التزامنا اليومي تجاه هذا الكيان العظيم، وهو ما يدعونا في ذكرى هذا اليوم المجيد إلى التأمل في أفعالنا ومسؤولياتنا، متسائلين: كيف يمكننا أن نحول هذا الحب إلى قوة بناء وإبداع تضع عُمان في مصاف الدول الرائدة؟
الولاء الوطني في عُمان ليس مجرد شعور داخلي يقتصر على الحب والانتماء، بل نهج حياة متكامل يتجلى في التزام العمانيين بواجباتهم اليومية واحترامهم العميق للقوانين والتقاليد التي توارثوها جيلاً بعد جيل، هذا الولاء الوطني المخلص يجب تجسيده في العلاقة الوثيقة بين الشعب وجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – حيث تشكل القيادة الحكيمة مصدر إلهام للمواطنين لبناء وطن قوي ومزدهر.
1. المساهمة في التنمية:الولاء الوطني يعني أن يرى كل فرد في عُمان دوره في التنمية كجزء لا يتجزأ من هويته الوطنية، سواء كنت موظفاً في مكتب صغير، طالباً تطمح لابتكار جديد، أو رائد أعمال يسعى لتحقيق إنجازات اقتصادية، فإن إخلاصك في العمل وتميزك في الأداء هما انعكاس مباشر لولائك لعُمان ولقيادتها.
2. المحافظة على الهوية الوطنية: إن الانفتاح على العالم ليس نقيضاً للقيم العمانية الأصيلة؛ بل فرصة لتعزيزها وإبرازها كنموذج عالمي يُحتذى به. تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق، تستمر عُمان في الموازنة بين الحداثة والمحافظة على تراثها، مما يجعل كل مواطن حاملاً لرسالة سامية؛ أن تكون عُمانياً يعني أن تجمع بين الأصالة والتجديد.
3. التفاعل الإيجابي: المجتمع العُماني معروف بتماسكه وتعاونه، وهذا أمر يترسخ في ظل القيادة التي تحفز المبادرات المجتمعية من المشاركة في حملات التجميل إلى التطوع في الأزمات ودعم الشباب لتحقيق طموحاتهم، يظهر الولاء الحقيقي في الأفعال التي تسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك، يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار،
ففي عهد السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – يتجلى الولاء الوطني العُماني كقوة نابضة بالحياة، تنبثق من حبنا العميق لعُمان ومن إدراكنا لدورنا كأفراد في بناء مستقبلها. هذا الولاء ليس شعارات تُرفع أو كلمات تُردد، بل أفعال ملموسة تنبض بها تفاصيل حياتنا اليومية، لنصنع معاً وطناً يزدهر بقوة أبنائه وصدق ولائهم.
كل عماني هو لبنة في هذا البناء العظيم، ولكل فرد دور لا يُستهان به:
الموظف في إتقانه للعمل، وسعيه للإبداع حتى في أبسط المهام، يخلق أثراً عميقاً يتجاوز الأرقام والإحصاءات.
الطالب بتطوير معارفه وتطلعه نحو الابتكار، يُمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل هذا الوطن.
رائد الأعمال بسعيه إلى تحقيق النجاح ودفع عجلة الاقتصاد، يُجسد روح التحدي والطموح العُمانية.
المزارع، الصانع، والمتطوع: كل مساهمة، مهما بدت بسيطة، تُضيف قيمة فريدة تجعل من عُمان نموذجاً يُحتذى به،
لقد علّمتنا الحياة أن الأوطان تبنى بالعمل المشترك وبروح الفريق التي تجمع أبناء الوطن خلف قائد ملهم. إن 11 يناير ليس مجرد ذكرى لتولي السلطان مقاليد الحكم، بل تجديد لعهدنا، نحن أبناء هذا الوطن، بأن نكون مخلصين في عملنا، أوفياء في انتمائنا، مبدعين في أفكارنا.
بالنسبة لي، كعمانية، حب الوطن يظهر في تجربتي اليومية بين التحديات والمسؤوليات، أنا أم، زوجة، موظفة، وطالبة أسعى لتحقيق أحلامي، وأؤمن أن كل خطوة أخطوها هي لبنة صغيرة في بناء عُماننا في كل مرة أجد نفسي أمام خيار صعب، أتذكر أن إصراري وعزيمتي هي انعكاس حقيقي للولاء.
فلنتحد جميعاً تحت راية جلالة السلطان هيثم بن طارق، ولنعمل سوياً على تحويل طموحاتنا إلى إنجازات، ولنتذكر دائماً أن الوطن يستحق منا الأفضل، عُمان ليست مجرد أرض نعيش عليها، بل حكاية نرويها للأجيال القادمة، قصة تبدأ بالحب وتنتهي بالعمل المخلص.