من يستذكر دروس التاريخ على مر الزمان يجب أن يعرج على تاريخ عمان الموغل في القدم ببطولاته ومنجزاته وإرثه التليد ومع كل صفحة من صفحات عُمان يكتب التاريخ صفحة مشرقة تلو صفحة، فسلطنة عمان درة الخليج وهي إمبراطورية ممتدة إلى كل بقاع الأرض إمبراطورية سلام ووئام أينما كانت وكيفما كانت وتحدث عنها المؤرخون وكتاب التاريخ، فعمان صنعة لنفسها صفحة مشرقة لدولة السلام والتعايش السلمي مع جميع شعوب العالم .
والسلطان قابوس بن سعيد ال سعيد – طيب الله ثراه- أحد فرسان تاريخ عمان الحديث وهو إنموذج للقائد المصلح لوطنه وللأمة جمعاء وبشهادة القريب والبعيد، فقد صنع نهضة شاملة متكاملة وأحيا أمة كان يسكنها الجهل ويعمها الظلام لينبلج الفجر وتشرق شمس عهد جديد سعيد حمل البشر لكل شبر من عُمان فتناغم الماضي مع الحاضر مع المستقبل؛ ليصنع وطن وأمة تتحدث عن فضائلها الأمم وتحوز على رضى من عرف عُمان وأهلها .
في هذا اليوم تمر علينا ذكرى حزينة نستذكر فيها رحيل القائد المؤسس لنهضة عُمان الفتية في عام ٢٠٢٠م وهي السنة الخامسة من رحيلة وقد ألبس عمان ثوب العز والفخر في وطن تكاملت أركانه وشُيد بنيانه وزانت منجزاته بالخير لينعم الوطن وأبناءه بعيش كريم وتنمية متكاملة في جميع المجالات التي يحتاجها المواطن .
ومع خير خلف لخير سلف تواصلت المنجزات مع النهضة المتجددة التي يقودها سلطانا أمين على مقدرات الوطن وأبنائه من تيقن بأن القادم أفضل والجهود تتواصل نحو بناء عُمان والعبور بسفينتها الماجدة الى شواطيء السلام والأمن والأمان .
تقلد السلطان الراحل مقاليد الحكم في ٢٣ يوليو ١٩٧٠ م وكانت عمان تعيش في ظلام دامس ووعد ووفى جلالته أن يأتي عهد جديد على عُمان وأهلها منذ أول يوم من توليه العرش فكان على الوعد قائدا حكيما محبا لوطنه وأمته وشعبه فحمل الأمانة على عاتقه في بناء عُمان وسهر الليالي لأجلها من خلال بنائها وإعداد أبنائها ليكونوا على قدر المسئولية فشقت الطرق وبنيت المدارس والجامعات والمستشفيات وعمت التنمية كل شبر على أرض عمان الطيبة وقد مد أواصر التعاون والمحبة مع جميع دول العالم وكما لعبت عمان بقيادته دورا بارزا في المنطقة حيت كانت ميزان السلام لكل قضايا الأمة وجيرانها، فشهد العالم على كفاءة السلطان الراحل ورجاحة عقلة من خلال سياسته الخارجية المتزنة مع الجميع وإدارته الداخلية للبلاد.
إن الحقبة من عام ١٩٧٠ وإلى ٢٠٢٠ م هي حقبة ذهبية مشرقة بأنوار عهد زاهر جعل من سلطنة عُمان دولة عصرية يشار إليها بالبنان وجعل من السلطان الراحل سلطانا يشهد بمنجزاته التاريخ ويخلد بأحرف من نور في سجلاته ويدعوا له الصغير والكبير بالخير فيما قدمه لوطنه وشعبه وأمته، فعمان صانعة الرجال أخرجت سلاطين وقادة عظام قدموا لها كل غال ونفيس لتظل الراية خفاقة متواصلة في عهد متجدد العطاء سيمتد بإذن الله قرون وقرون عديدة مديدة .
اليوم نستذكر قائدا بطل شهمً مدرار كريم حليم قاد وطنه نحو علياء المجد فطوبى لكل مصلح وكل من سعى لأجل خدمة وطنه وأمته فعمان على مر التاريخ أكرمها الله بقادة نجباء أضاؤواصفحات تاريخها ومنهم نستذكر القريب الذي عايشنا منجزاته وإنجازاته ألا وهو السلطان قابوس الذي كان عهدُه صفحة مشرقة على صفحات أمجاد عمان الخالده .
اللهم احفظ أوطاننا آمنة مطمئنة متقدةً بالعطاء والنماء في ظل عهد متجدد ونهضة شاملة متكاملة وصفحة أخرى مشرقة في عهد سلطانً ماجد ستسجل بأحرفً من نور .
