ولكنك عطر لا يقاوم ..!!
عبير بنت سيف الشبلية
أهلا وسهلا..
كان الممر المؤدي إلى القاعة طويل بعض الشيء.. تفوح منه رائحة عطر رائع..!! أعدت استنشاق الرائحة سبع مرات إلى أن وصلت الباب.. لا أنكر كم تمنيت الممر لو يطول؛ حتى أحتفظ بعبق العطر في ذاكرتي.. رائحة فواحة وكأنها تطبطب على روحي وتهدئ نفسي المتوترة..!!
نعم وصلت.. القاعة مليئة بزحام مختلف الملامح والتفاصيل.. وتاريخ الفصول.. جاءوا وقد ملئت صدورهم حبوراً وبهجة وفرحا.
لقد استقبلتني ذات رائحة العطر.. وخطر لي بكل جد وتصميم أن أحتفظ بالرائحة في ذاكرتي.. حاولت وبذلت جهدي.. فشلت.. فأنا لم أحدد لوناً ولا شكلاً وكيف ينبغي أن يكون عليه العطر..!! انتشرت رائحته.. وعم بعضهم به.. إنه يجعلني أرفرف كفراشة زرقاء متراقصة في أوج ليالي الشتاء الباردة..!!
تقدم أحدهم مني بابتسامة.. تفضلي.. تعلق ناظري بيده التي قدمت لي ورقة مطوية.. لم يهمني أمرها.. وستبقى مركونة على الطاولة. تعمدت تجاهل العطر وذكراه. لا بد أنه كباقي العطور. سخرت من نفسي وعدت لتلك الورقة الباهتة.. حينما تناهى لمسمعي صدى كلمة عطر في أرجاء المكان..!! لم أفهم ..!!
ولكن الرائحة الفواحة ذاتها عادت.. أشم عبقها في أركان القاعة.. كدت أن أتهور وأصرخ أمامهم بنصر.. إنه العطر ذاته بكامل الأناقة وغاية الجمال.. تمالكت نفسي.. يبدو بأني أصبحت أدمن رائحته وتمنيت لو أني أملك عطراً شبيها..!!
انتبهت للورقة في يدي.. تأملت أطرافها وكنت على وشك إلقاءها.. ابتسمت ..وبدأت أقرأ الورقة بمهل..
لقد كتبت من أولها إلى آخرها عبارة وبلون بارز.. “ولكنك عطر لا يقاوم…!”